يضع المهتمون بالشأن المغربي أكثر من علامة استفهام حول تحركات المستشار البرلماني المغربي الاصل و الهواندي الجنسية "يحيى يحيى" (42 سنة) وخرجاته الإعلامية ، فهناك من يصفه بالوطني ، وهنالك من يشكك في ولائه للمغرب معتبرين أن "يحيى يحيى" يحمل جنسيتين مزودجتين مغربية – هولندية ، وبالتالي فأيهما يخدم ، وإلى أيهما يميل أكثر ؟ .
ومن جانب آخر استطاع المستشار الخروج إلى حياة الناضورين بوجه التحديد من خلال جمعية لم تتوصل إلى حد الساعة بأي رخصة قانونية ،لكن ادعاءاته أوهمت الإعلام الوطني والدولي خصوصا الإسباني بمدينة مليلية المحتلة ، أنه محاور أساسي في قضية الوحدة الترابية ، وهذه النقطة بالأساس هي من جعلته يسقط في معادلة حرق أوراقه السياسية بالكامل ، متجاهلا ان المتتبع للأحداث يمكنه التمييز بين ماهو سياسي ، و ماهو يدخل في إطار خرجات المقصود منها إثارة الرأي العام لا أقل ولا أكثر.
أصبح "يحيى يحيى" ورقة خاسرة في أجندة العمل السياسي الحزبي منذ اعتدائه جسديا على زوجته بمليلية قبل حوالي سنتين ، وضربه لأحد أفراد شرطة مليلية المحتلة ، ما حذا بالشرطي الاسباني المُعتدى عليه من قبل يحيى و كذا زوجة الأخير، إلى رفع دعوى قضائية ضده لدى سلطات مليلية المحتلة، الأمر الذي جعل من "يحيى يحيى" موضوع مذكرة بحث من قبل سلطات مليلية، وهو ورغم علمه بهذا، ورغبة منه في كسب الرأي العام، قرر أن يحول نفسه الى ضحية، فاختار تاريخا معينا من أجل القيام بمحاولة الدخول إلى مليلية رغم علمه انه سيُعتقل..ففعل ذلك وتم اعتقاله من قبل سلطات مليلية، ، وعليه جاءت سلسلة من الوقفات الاحتجاجية المتواصلة أمام باب مليلية ليل نهار من أجل الضغط في اتجاه إطلاق سراحه..فكان ذلك فعلا عندما تم إطلاق سراح يحيى يحيى وخرج من مليلية رافعا الراية المغربية.
ونفس الاطار سعى يحيى يحيى مرة اخرى إلى التحرك ، وهذه المرة خارج التراب الوطني ، عندما حاول الاعتداء على مواطنة ايطالية بالعاصمة روما أثناء قضائه هناك لعطلة صغيرة هو وزوجته وابنته. ليتم اعتقاله لعدة ايام بعد عراك مع الشرطة الإيطالية ، قبل أن يصدر قرار من المغرب باستدعا سفيره من روما للتشاور للتحرك العجلة الديبلوماسية بين البلدين لإعادة الأمور إلى طريقها الطبيعي وبالتالي إطلاق سراح يحيى يحيى في ظروف لا زالت ملتبسة لدى الجميع لحد الآن.
ومنذ عودته من روما، ضل يحيى يحيى على الهامش لفترة لم يستصغها نظرا لعشقه الأضواء ..إلى ان أوحى له مساعده ومستشاره الأول - ... - بفكرة جديدة من شانها ان تجعل منه "بطلا" جديدا لا يطاله النسيان ..فلجأ الى فكرة استرجاع "صخرة" باديس بالحسيمة.
أصدر يجيى يحيى بيانا أوليا يدعو العامة من المواطنين المغاربة الى مسيرة سلمية نحو جزيرة بادس من أجل استرجاعها من الاسبان-بحسب تعبيره- لكن البيان لم يلق أي تجاوب من عامة المواطنين المغاربة، ليعقبه ببيان اخر جاء في سياق استقالته من تجمع الاصالة و المعاصرة..أكد خلاله على أن المسيرة جادة ولا تحتاج إلى ترخيص (في إشارة إلى أن السلطات المغربية لم ترخص للمسيرة) وعلى أن موعدها (أي المسيرة) هو يوم 06 فبراير القادم. لكن قبل وصول التاريخ الذي أعلن عنه ، و بمعية مستشاريه الذين لا يتجاوز تفكيرهم حدود نطاق الإقليم ، أعلن عن زيارة سفير دولة فلسطين لتقديم دعم مالي قدر بـعشرة ملايين سنتيم لضحايا عزة .. و حسب مصادره غير الموثوقة صرح يحيى يحيي أن هذا المبلغ هو في الأصل قيمة الميزانية التي كانت جمعيته قد رصدتها للمسيرة الوهمية التي سبق وأعلن عنها ...
وكما كان متوقعا قدم يحيى يحيى استقالته من فريق "حزب الاصالة و المعاصرة" متوخيا إحداث ضجة في الوسط السياسي المغرب إلا انه خاب امله فكان وقع الاستقالة عاديا في أوساط الناس، لكنها لم تكن عادية بين أقرانه في الحزب بل تلقوها بانزعاج شديد.. وذلك ما أكدته الوقائع المتسارعة..
استقال يحيى يحيى في 06 يناير الماضي ونشر استقالته في جريدة "المساء" لكن رد الفعل لم يتأخر كثيرا، جيث تلقى يحيى يحيى صفعة مدوية في اليوم الموالي من نشر استقالته، حيث نشرت "المساء" وفي الصفحة الثانية صورة للمستشار المغربي يحيى يحيى وهو يحتفل بالسنة الميلادية الجديدة 2009 بإحدى ملاهي مراكش رفقة الراقصة المتحولة جنسيا "نور".
هذه هي إذن أهم مراحل العمل السياسي للمستشار المغربي " يحيى " الذي حاول جادا ، إبراز مواقفه العدائية لدولة اسبانية ، فهل سيتمكن من الصمود في وجه التيارات السياسية بالمغرب ؟ خصوصا بعد خروجه من حزب الهمة ، وسقوط آخر أوراقه السياسية ، وانتهاء خيوط علاقاته بصديق صديق الملك .. أم أن ليحيى اوراق أخرى سيحتمي بها مستقبلا ؟
0 التعاليق:
إرسال تعليق