ارتفاع عدد الشهداء إلى نحو 360 وعدد الجرحى إلى نحو 1700 جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الرابع على القطاع


عشرة شهداء بقصف إسرائيلي على مجمع الوزارات بغزة

أعلنت مصادر طبية فلسطينية سقوط عشرة شهداء وجرح نحو 40 آخرين في غارات إسرائيلية جديدة على غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى نحو 360 وعدد الجرحى إلى نحو 1700 جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الرابع على القطاع.

وقال مراسل الجزيرة في غزة سمير أبو شمالة إن الغارات الجديدة استهدفت مبنى الجامعة الإسلامية ومجمع الوزارات في غزة، مشيرا إلى أنها الأعنف في سلسلة الغارات التي استهدفت القطاع الليلة الماضية.

وأشار المراسل إلى أن إحدى هذه الغارات استهدفت أيضا سيارة كانت تقل مجموعة من المقاومين، دون أن تنجح في إصابة هدفها، كما استهدفت غارة أخرى منزل أحد القياديين الميدانيين البارزين في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين.

وقبل ذلك قصفت مروحيات إسرائيلية المكتب الإعلامي للجان المقاومة الشعبية قرب المجلس التشريعي في غزة، وموقعا لم يعرف بعد في حي النصر شمال غرب القطاع، دون أن ترد بعد أي أنباء عن وقوع إصابات.

وذكر مراسل الجزيرة أن مقاتلات إسرائيلية من طراز أف 16 حلقت قبل ذلك في سماء غزة، فيما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها على عدة أهداف على طول ساحل القطاع.

وأشار إلى أن كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين تبنت هجمات صاروخية على عسقلان وبلدتي ناحال عوز وأسدود جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وجرح 12 آخرين.

وأقر الجيش الإسرائيلي بهذا القصف، وقال إن أحد جنوده من بين القتلى.

وفي هذا الإطار قال حماس في بيان إنها أطلقت 43 صاروخا محلي الصنع و17 صاروخا من طراز غراد بعيد المدى وستة قذائف هاون تجاه جنوب إسرائيل.

تأتي هذه التطورات بعد ساعات من استشهاد خمسة فلسطينيين من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في غارة إسرائيلية جوية استهدفت منزلا في قطاع غزة، وذلك في وقت أكدت فيه الحكومة الإسرائيلية أنها تخوض حربا شاملة ضد حماس.

وقالت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إن الغارة التي وقعت في عبسان شرق خان يونس أدت إلى استشهاد القائد الكبير (في الحركة) زياد العبد أبو طير (36 عاما) وشقيقه الناشط في السرايا ياسر أبو طير ونجله مهند، إلى جانب الناشطين محمد جلال أبو طير ومحمد الفرا.

وضمن الحملة التي تطلق عليها إسرائيل اسم (الرصاص الصلب) شنت الطائرات الإسرائيلية اليوم عشرات الغارات على أهداف متنوعة من بينها منازل تخص مدنيين أو ناشطين فلسطينيين ومؤسسات اجتماعية ومواقع للحكومة المقالة.

وأسفرت غارات أمس عن استشهاد ثمانية أطفال، حيث استشهدت أم وأطفالها الخمسة فجر أمس في قصف لمسجد الشهيد عماد عقل في جباليا شمال قطاع غزة.

كما استشهد في الغارات ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على منزل للقيادي في كتائب القسام رائد العطار في رفح جنوب القطاع.

وذكرت حماس أن 180 من أعضائها قتلوا وأن بقية القتلى ويزيد عددهم عن ثلاثمائة بينهم مدنيون ومن بينهم 16 امرأة وبعض الأطفال.

وفي هذا السياق قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن ما لا يقل عن 57 مدنيا فلسطينيا قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ يوم السبت.

وقال كريستوفر جونيس المتحدث باسم (أونروا) اليوم الاثنين إن هذا التقدير "متحفظ ومن المؤكد أنه سيرتفع" وذكر أن التقدير استند إلى زيارات مسؤولي (أونروا) للمستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة.

كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد فلسطيني بداخله وجرح ثلاثة آخرين.

وأفاد مراسل الجزيرة في غزة بأن الطائرات الإسرائيلية عاودت قصف مرفأ الصيادين في مدينة غزة للمرة الثانية على التوالي، كما استهدفت منزلا يعود إلى شهيد من كتائب القسام التابعة لحماس ودمرته بدون تسجيل خسائر بشرية.

وأضاف المراسل أن جمعية الصلاح الإسلامية في المنطقة الوسطى بغزة ومكتبا لحركة الجهاد الإسلامي لم يسلما من قصف الطائرات الحربية، مشيرا إلى أن القصف الإسرائيلي شمل حتى الآن مواقع سكنية ومؤسسات اجتماعية وتعليمية إضافة إلى مواقع الحكومة المقالة ومواقع للشرطة الفلسطينية.

وكانت غارات سابقة صباح أمس استهدفت منزلا يستخدم مقرا للحكومة الفلسطينية المقالة في مدينة غزة، ومقر تل الهوى (الأمن الوقائي سابقا)، بدون أن ترد تفاصيل عن حجم الخسائر البشرية أو المادية الناتجة عن هاتين الغارتين.

واستهدف قصف آخر الجامعة الإسلامية في مدينة غزة ليلة أول أمس الأحد حيث تم تدمير مجموعة من المباني بينها مبنى مبيت الطالبات. وقالت مراسلة الجزيرة في رام الله إن حكومة الاحتلال بررت قصف الجامعة بأن مختبراتها تستخدم لتصنيع وتطوير الصواريخ وأن قاعاتها تستخدم لعقد اجتماعات لقيادة حماس في غزة.

كما دمر قصف آخر مقر قصر الحاكم الذي تجري فيه الحكومة المقالة استقبالاتها الرسمية.

وسقط شهيدان ونحو عشرين جريحا عندما قصفت إسرائيل أنفاقا على الحدود مع مصر تستخدم لتهريب السلع إلى غزة. كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على ورشة حدادة في بيت لاهيا مما خلف أضرارا مادية جسيمة بحسب مراسل الجزيرة.

الوضع بالضفة
وفي الضفة الغربية قال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينيا طعن ثلاثة مستوطنين في مستوطنة كريات سيفر غربي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة أمس الاثنين قبل أن يطلق أحد المارة المسلحين النيران عليه ويصيبه.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن إصابة اثنين من المستوطنين خطيرة.

من ناحية ثانية اعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة الماضية 12 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش اعتقل "اثني عشر مطلوبا في مناطق نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل".

وقد شهدت مدن الضفة الغربية حدادا وإضرابا شاملا إضافة إلى مظاهرات شعبية أدت إلى وقوع شهيد وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين بينهم جريح بحالة موت سريري.

في هذه الأثناء أشار مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرم إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى إمكانية سقوط 100 الى 120 صاروخا فلسطينيا يوميا على جنوب إسرائيل، الأمر الذي قد يعجل بعمل عسكري إسرائيلي داخل القطاع.

وقال إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر وقادة الأجهزة الأمنية أنهوا اجتماعا بحثوا فيه مستقبل العملية الإسرائيلية في غزة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت رفض أي حديث عن وقف إطلاق النار وتمسك بمواصلة هذه العملية حتى تحقيق أهدافها.

وقبل ذلك أعلن جيش الاحتلال أن منطقة الحدود مع قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة.

وقال متحدث عسكري إن السياسة الجديدة تعني أن المدنيين (باستثناء سكان المنطقة) بمن فيهم الصحفيون قد يمنعون من دخول منطقة عازلة عرضها بين كيلومترين وأربعة كيلومترات من غزة.

وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك في جلسة في خطاب ألقاه خلال جلسة خاصة عقدها الكنيست "نحن في حرب شاملة ضد حماس وأمثالها" مؤكدا أنه سيتم توسعة العملية العسكرية في غزة التي شنتها إسرائيل يوم السبت الماضي.

وتابع "إننا نريد السلام ومددنا يدنا مرارا للشعب الفلسطيني وليس لدينا شيء ضد سكان غزة لكن لدينا حربا ضروس ضد حماس فهم يطلقون الصواريخ على مواطنينا عمدا ونحن نبحث عن الإرهابيين ونحاذر المس بالمواطنين".

وحول أهداف العملية العسكرية قال باراك لقد خرجنا (للحرب) من أجل إنزال ضربة شديدة بحماس تدفعها للتوقف عن عملياتها ضد مواطني إسرائيل وتغيير الوضع في الجنوب.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: