حكومة غينيا نفسها تحت تصرف الانقلابيين الذين استولوا على السلطة بعد ساعات من وفاة الرئيس لانسانا كونتي الاثنين الماضي.

استسلمت أمس كامل الحكومة -كما طلب منها- للانقلابيين في ثكنة بالعاصمة كوناكري, ووصف رئيس الوزراء أحمد تيجان سواري قائد الانقلابيين النقيب موسى داديس كمارا بالحكيم وخاطبه بصفة الرئيس قائلا "نشكرك ونضع أنفسنا تحت تصرفك".

وبعد هذا التصريح نقل عن كمارا قوله إنه يمكن لأعضاء الحكومة أن ينصرفوا.

استعراض قوة
واستسلم قادة الجيش والشرطة والجمارك إلى النقيب كمارا الذي نصب نفسه رئيسا وانتقل الأربعاء إلى القصر الرئاسي في كوناكري في موكب اصطف لتحيته الآلاف في استعراض قوة واضح.

ووصف النقيب كمارا في خطاب نقلته إذاعة فرنسا الدولية نفسه بالزاهد في السلطة, وقال إنه لا يطمح أن يكون مرشحا لانتخابات رئاسية تعهد بتنظيمها في 2010.

كما قال إن الانقلاب الذي قام به "عمل حضاري.. لإنقاذ شعب في محنة", ووصف النظام السابق بالفاسد.

وشكل الانقلابيون "المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية"، وعوضوا قادة المناطق العسكرية بعسكريين موالين, لكنهم أجلوا إلى الجمعة حظر تجول شاملا كانوا ينوون فرضه الأربعاء.

تأييد المعارضة
وأيد الانقلاب تحالفان معارضان كبيران، ودعا التحالفان إلى انتخابات "شفافة وحرة ذات مصداقية" في أجل أقصاه نهاية 2009.

وكان يفترض أن تؤول السلطة حسب دستور غينيا إلى رئيس البرلمان أبو بكر سومباري, الذي دعا المجموعة الدولية إلى إفشال الانقلاب, ولم يعرف مكان تواجده بعد.

ودان الاتحادان الأفريقي والأوروبي الانقلاب, وطالبت الولايات المتحدة بتنظيم انتخابات في مايو/ أيار القادم, كما كان مقررا لها, وهددت بقطع مساعدات قيمتها 15 مليون دولار.

وقال رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا محمد بن شامباس إن الانقلاب خطوة إلى الوراء قد تلقي بظلالها على منطقة نهر مانو الذي يضم غينيا وسيراليون وساحل العاج وليبيريا.

وغينيا التي يبلغ سكانها عشرة ملايين نسمة, مصدر رئيس للبوكسيت وكانت تنتج الألمونيوم ولديها احتياطات من الذهب والألماس وخام الحديد, لكنها من أفقر دول العالم, بعد أن كانت مصدرا للغذاء بعد استقلالها عن فرنسا في 1958.

وتعهد النقيب كمارا بجنازة مهيبة للرئيس الراحل كونتي الذي لم يوار الثرى بعد أربعة أيام كاملة على وفاته.



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: