الفلسطينيون أدوا صلاة الجمعة 23-1- 2009 في العراء بدلا عن مسجد الحي الرئيس الذي تعرض للقصف والتدمير خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة

الفلسطينيون أدوا صلاة الجمعة 23-1- 2009 في العراء بدلا عن مسجد الحي الرئيس الذي تعرض للقصف والتدمير خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

استعاض عشرات الفلسطينيين بقطعة أرض في العراء لأداء صلاة الجمعة 23-1-2009، بديلا عن مسجد الحي الرئيس الذي تعرض للقصف والتدمير خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

فعلى مقربة من أنقاض مسجد "التقوى" في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، أقام العشرات من سكان الحي الصلاة في العراء، تعبيرا عن غضبهم من حالة الدمار التي أصابت المسجد؛ مما أدى إلى صعوبة الصلاة فيه. ورغم الأجواء الممطرة والريح الشديدة فرش المصلون قطعا من القماش على الرمال، فيما رفع الأذان من مئذنة المسجد الوحيدة التي بقيت من أجزاء المسجد الذي تحول إلى أكوام من الحجارة المتناثرة.

وخلال شعائر الصلاة دعا خطيب المسجد "للانتقام من إسرائيل، ردا على تدمير عشرات المساجد ومئات المنازل والمقرات في غزة، إضافة إلى قتل وجرح الآلاف".

وكانت إسرائيل شنت عملية عسكرية هي الأعنف على قطاع غزة منذ 27 من الشهر الماضي دامت 22 يوما، قبل أن تنتهي فجر الأحد الماضي بإعلان تل أبيب وقف إطلاق النار بشكل أحادي، مخلفة 1333 قتيلا فلسطينيا، وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين.

وهذه أول صلاة جمعة تمر منذ وقف إطلاق النار.

وأعرب الشيخ أبو حسين، وهو مؤذن المسجد، عن شعوره وسكان الحي بالغضب لاستهداف مسجدهم دون سبب. وقال أبو حسين "جئنا نصلى بجانب ركام مسجدنا لشعورنا بالغضب والعار على إسرائيل، التي لم تترك لنا حتى المسجد لتقصفه في انتهاك فاضح"، مضيفا "لكننا لن نستسلم، وسنعمر كل ما دمروه وأوله هذا المسجد الذي سيبقى شامخا كما مئذنته".

وفي الصف الأمامي للمصلين، وقف المسن أبو حامد عطا الله وهو يمسك بمصحف للقرآن الكريم، ويرتل الآيات، فيما أنظاره لا تفارق ركام المسجد بجواره. بعد الصلاة وقف المسن يردد بنبرات غاضبة "حسبنا الله ونعم الوكيل.. ركام هذا المسجد تشتكي إلى الله ظلم إسرائيل الآن بعدما أصابها من دمار وحشي".

ويقول محمود، وهو شاب من أنصار حركة "حماس" الذي كان يحمل سجادة للصلاة، إن الصلاة بالقرب من المسجد تعتبر تحديا لإسرائيل. ورأى أن إسرائيل "التي اكتفت بقتل الأبرياء وقصف المنازل والمساجد لم تتمكن من المقاومة".

ولا يقتصر شعور الغضب على مناصري "حماس" فقط، إذ يقول شعبان وهو موظف يتقاضى راتبه من السلطة الفلسطينية "ما قامت به إسرائيل في غزة جريمة يجب على المجتمع الدولي محاكمة قادتها عليها".

وما جرى من صلاة في العراء في حي الشيخ رضوان كان مشابها في مناطق عديدة في القطاع، سيما حي الزيتون شرق غزة الذي هدم فيه 3 مساجد خلال التوغل البري للدبابات والجرافات العسكرية الإسرائيلية. وأدى مئات من سكان هذا الحي الذي بات يعاني دمارا واسعا في منازله ومبانيه بين أنقاض المنازل وفي الخلاء صلاة الجمعة، يوحدهم شعور الغضب والألم تجاه ما أصابهم من قصف وتدمير إسرائيلي.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن القصف الإسرائيلي دمر 41 مسجدا تدميرا كاملا، و51 مسجدا بشكل جزئي خلال العملية العسكرية على القطاع.

وتبرر إسرائيل استهداف المساجد باستخدامها من قبل مسلحين فلسطينيين في تخزين السلاح، وإطلاق الصواريخ من محيطها، إلا أن الفلسطينيين ينفون هذه الادعاءات الإسرائيلية بشدة.

واعتبر وزير الأوقاف في حكومة حماس طالب أبو شعر أن "تدمير المساجد سياسة منهجية لإسرائيل، بالرغم من أن تدمير دور العبادة مخالف للشرائع السماوية والمبادئ الإنسانية والقانون الدولي". وأضاف "غالبية المساجد التي استهدفت إسرائيليا مبنية على مساحات واسعة وتضم عدة طوابق، وهو يؤكد أنها لا تستخدم إلا للصلاة، وما يؤكده ذلك استهداف بعضها في وجود المصلين داخلها أو على أبوابها".

وتابع قائلا "يكشف تدمير المساجد عن الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني تجاه قضية الصراع، فهو يقوم بحرب دينية على الإسلام والمسلمين". ومضى في القول "استهداف المساجد يمثل استهدافا لدورها في التربية الإيمانية والأخلاقية والجهادية".

ويصر أبو شعر على أن "دعوى الاحتلال تخزين السلاح في المساجد دعوى كاذبة"، متسائلا "أين السلاح الذي يزعمون؟". وأضاف قائلا "إنهم يقصفون كل شيء، المساجد والمنازل والمراكز الصحية والمدارس والمؤسسات الحكومية بدعوى السلاح، لكن هل ضاقت الأرض بفصائل المقاومة حتى لم تجد مكانا سوى المساجد لتخزين السلاح، وهل تصلح المساجد لتخزين السلاح ويدخلها عامة المصلين؟".

وطالب وزير الأوقاف في الحكومة المقالة بتشكيل "لجنة تحقيق دولية في العدوان الإسرائيلي على دور العبادة، واعتبارها من جرائم الحرب ومحاكمة المسؤولين عنها".

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: