صحف ووكالات أنباء غربية ودولية تتنبأ بفشل الهجوم الاسرائيلي


تنبأت صحف ووكالات أنباء غربية ودولية بأن مصير الحرب العدوانية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أسابيع الفشل، وأنه لن يكون بمقدور الاحتلال تحقيق نصر على حركة "حماس"، مستندة في استنتاجاتها إلى قراءة جملة من المعطيات الاستراتيجية والتكتيكية المرتبطة بالحركة وجيش الاحتلال وتطورات الحرب الراهنة.

حركة لا يمكن القضاء عليها عسكرياً

وتحت عنوان "مفترق طرق في غزة" قالت صحيفة "واشنطن بوست" في مقالها الافتتاحي يوم (10/1): "إن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة مصيرها الفشل"، مشيرة إلى أن "الحرب" ضد حماس - مرة أخرى - برهنت على أنه لا يمكن القضاء عليها بالوسائل العسكرية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية إن الكيان الصهيوني "يراهن على إمكانية خفض القدرة العسكرية لحركة حماس وإجبارها على قبول وقف إطلاق النار بشروط أكثر ملاءمة لها ، إلا أن "حماس" ، التي حددت انتصارها في البقاء لمواجهة إسرائيل، رفضت اللعب بتلك القواعد".

واستنادا لهذا المعيار؛ شددت الصحيفة على أن "إسرائيل" أن تختار بين محاولة القضاء على حماس، بما يعني إضافة أعباء كبيرة على قواتها التي ستعاني خسائر كبيرة في قطاع غزة أكثر مما تخسره حماس، وهو الأمر الذي سيكون لصالح الحركة الإسلامية المقاومة، يعزز من مكانتها في المنطقة وفي أوروبا، أو الانسحاب دون أي ضمان لإطلاق الصواريخ ضد مدنها ، والتي سوف تتوقف في تلك الحالة.

سؤال يصعب على الاحتلال الإجابة عنه

واعتبرت وكالة "رويترز" أن انتصار الكيان الصهيوني في غزة "هدفاً بعيد المنال"، وقالت في تقرير لها يوم (12/1) أنه عندما يتوقف إطلاق النار في قطاع غزة نهاية المطاف فإن سؤال "من المنتصر" سيكون مرتبطا بشكل كبير بالقتل والدمار، ولن تستطيع "إسرائيل" أن تجيب عنه بشكل حاسم أو فوري، حيث يرى محللون بأن مفهوم الانتصار الإسرائيلي سيكون بعيد المنال، وفقا لما ورد في التقرير.

وتستند وكالة الأنباء الدولية في تحليلها إلى الهدف الذي تدعي حكومة الاحتلال بأنها شنت هجومها بموجبه يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، ألا وهو وضع نهاية دائمة للصواريخ، وقذائف المورتر التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من غزة على بلدات ومدن جنوبي الدولة العبرية، وهو الهدف الذي أعلن عنه على الأقل بشكل واضح جدا، مشيرة أنه بعد أسبوعي قتال لا تزال الصواريخ التي أطلق منها أكثر من أربعة آلاف منذ عام 2001 تسقط على إسرائيل حتى ولو كانت بأعداد أقل بكثير عما كانت عليه قبل أسبوعين.

وبحسب الوكالة؛ فإنه ربما يتم إبرام اتفاق لوقف النار توافق "حماس" بموجبه على وقف إطلاق الصواريخ، لكن فرص صمود هذا الاتفاق للأبد كما تريد إسرائيل تكاد تكون معدومة.

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن الكيان الصهيوني يريد أيضاً وضع "آلية" لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة من مصر، وبالتالي حرمان حماس من الحصول على المواد التي تستخدم في صنع الصواريخ. منوهة بأنه لم يتضح كيفية تحقيق ذلك، ناهيك عن رفض القاهرة نداءات بنشر قوات دولية على جانبها من الحدود.

وخلصت "رويترز" إلى أن القضاء على حماس يظل هدفا أصعب كثيراً "ولن تستطيع إسرائيل على الأرجح أن تحققه في الوقت المتاح أمامها قبل أن ترضخ للضغوط الدولية وتوقف عملياتها".

تقدير قيمة حياة الشعب الفلسطيني

وعلى نحو متصل؛علّقت صحيفة "دير شتاندر" النمساوية على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قائلة إن الاحتلال لا يمكنه تحقيق الانتصار في حربه ضد حركة حماس.

وذكرت الصحيفة في عددها الصادر يوم (10/1) بأن "الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على حماس - ومن قبلها على كتائب حزب الله وعناصر حركة فتح - مجرد حرب تقليدية تعتمد فيها إسرائيل بالدرجة الأولى على القوة في مواجهة جماعات، تضم بين صفوفها مقاتلين غير تقليدين، ورغم من أنهم أدنى تسليحا إلا أنهم يخططون وينفذون عملياتهم وسط الشعب الفلسطيني".

وأكدت الصحيفة في تقريرها أنه بهذه الطريقة لن يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق هدفه الذي يسعى إليه والمتمثل في الإطاحة بحركة حماس.

وأضافت الصحيفة إلى أنه في ظل هذه الحرب الدائرة اختفت الحدود بين (الإرهاب) وقتال الشوارع في إشارة لدماء المدنيين التي سفكت بشراهة، على هد تعبيرها.

وطرحت الصحيفة تساؤلاً في ختام تقريرها حول "ما يتوجب على (إسرائيل) فعله"، وكانت الإجابة أنه ما من سبيل لحل هذه الأزمة سوى أن تتعلم إسرائيل كيفية تقدير قيمة حياة الشعب الفلسطيني.

حرب أبعد ما تكون عن الحسم

ونقلت صحيفة "تايمز" اللندنية، قبل أيام، عن من وصفتهم بمراقبين محايدين قولهم إن المعركة أبعد ما تكون عن الحسم, وأن حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى يمثلون خطرا حقيقيا، على الدولة العبرية، على حد تعبير الصحيفة.

ونسبت "تايمز" في هذا الإطار إلى الخبير الصهيوني في شؤون الدفاع وصاحب كتاب "الحرب السرية مع إيران" رونن بيرغمان قوله "إن حماس تعلمت تكتيكات في الصمود أمام (إسرائيل) فدربت عناصرها وتحولت إلى هيئة عسكرية مهنية ومنضبطة، وإذا ما زجت إسرائيل بقواتها داخل الأحياء فإنها ستواجه عدوا عنيدا".

ونقلت عن مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية لشؤون الدفاع بن يشاي الذي كان يرافق القوات الصهيونية الأسبوع الماضي قوله لقد دهشت لمستوى استعداد "حماس"، فقد كانت هناك بنايات بأكملها تم تفخيخها "وقد عثرنا على خريطة الدفاع عن أحد الأحياء وكيف توزعت الوحدات".

وذكر أن الوحدة التي كان يرافقها وجدت دمية على شكل أحد مقاتلي "حماس" في ممر بناية بحي الزيتون، ولو أطلقوا عليه النار لانهارت عليهم البناية لأنها كانت مليئة بالمتفجرات.

وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن كل ما تحتاجه "حماس" لتحقيق النصر هو أن تظل حيّة وتطلق الصواريخ على جنوب الدولة العبرية، حتى تنجح جهود الضغوط الدولية على (إسرائيل) لوقف حملتها العسكرية, ويتناقص تأييد الرأي العام الصهيوني لها.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: