هجمة شرسة و حملة عنيفة من الاعلام و الصحف الاسرائيلية على طيب رجب أردوغان


مما قاله طيب رجب أردوجان لبيريز:

"سيد بيريز أنت أكبر مني سنا، أشعر أنك ربما تشعر بالذنب قليلا، لذلك ربما كنت عنيفا، أنا أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ وأتذكر قول رئيسي وزراء من بلدكم إنهما يشعران بالرضا عن نفسيهما عندما يهاجمان الفلسطينيين بالدبابات".

" ..أنا لست زعيم عشيرة، أنا رئيس وزراء تركيا. وقمت بما كان يجب أن أقوم به".
"أشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما تقوله، لأن عددا كبيرا من الناس قد قتلوا، وأعتقد أنه من الخطأ وغير الإنساني أن نصفق لعملية أسفرت عن مثل هذه النتائج".

"شكرا لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم، وسمحتم لبيرس بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب".
ـ "لقد سألت أولمرت إذا كانت الصواريخ الفلسطينية قد قتلت أحدا، فأجاب لا فهي صواريخ سيئة.. ولكنكم تقتلون الأطفال في قطاع غزة.

كما تحدث أردوجان عن أولمرت، وقال: "قبل أربعة أيام من بدء الهجوم على قطاع غزة، كان أولمرت في تركيا لإجراء محادثات بشأن المفاوضات مع سورية.. جلسنا 7 ساعات متواصلة، وكنت أتحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد هاتفيا، لكن بدل أن تتجه إسرائيل نحو السلام، اتجهت نحو الحرب.. كان بالإمكان حل قضية جلعاد شاليط أيضا، لكن إسرائيل اختارت الحرب.."

ما قالته الصحف الصهيونية عن طيب رجب أردوغان

شنت الصحف الإسرائيلية هجوما عنيفا ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان على خلفية القنبلة التي فجرها في منتدى دافوس امس الاول في وجه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بانسحابه من الجلسة احتجاجا على أكاذيبه بشأن محرقة غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" على صفحتها الاولى : "وماذا إذا أطلقت الصواريخ على اسطنبول«، فيما عنونت »معاريف« »تركيا ضد بيريز".

وقال الون ليئيل، في "يديعوت": ان بيريز ألقى في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2007 خطابا تاريخيا أمام البرلمان التركي و"الآن بيريز نفسه تعرض، مثلنا جميعنا، إلى صفعة على الوجه من قبل رئيس الحكومة التركية الذي حول دافوس لفترة وجيزة إلى مصرف صحي لاسطنبول".

وأضاف "صحيح أن إسرائيل احتلت أراضي، لكن تركيا تحتل أراضي أيضا. صحيح أن إسرائيل انتهكت قرارات مجلس الأمن، لكن تركيا تجاهلت عشرات القرارات أيضا. صحيح أن إسرائيل بعيدة جدا عن الكمال لكن لا تغرينا (يا اردوغان) لذكر جميع جرائم تركيا".

من جانبها، قالت صحيفة "هاآرتس": "إن محاولة تخفيض التوتر بين تركيا وإسرائيل بسبب عملية الرصاص المصبوب تحولت مساء يوم الخميس إلى مواجهة علنية بين بيريز وأردوجان".

وأكدت الصحيفة أن الأزمة الجديدة تأتي في إطار البرود الذي شاب العلاقات بين البلدين بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي استمر لمدة 22 يوما، وما أعقبها من انتقادات حادة وجهها أردوغان لإسرائيل، ولاسيما رئيس الوزراء إيهود أولمرت.

أما صحيفة "معاريف"، فقد ذهبت لأبعد من ذلك في تعليقها على هذه الحادثة؛ حيث اعتبرت أنها زادت من حدة التوتر في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة.


وأضافت الصحيفة أن بيريز تهرب من تساؤلات طرحها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية حول موقف إسرائيل من عملية السلام في الشرق الأوسط، وركز خطابه للرد على كلام أردوجان بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

تحرك اللوبي اليهودي بأمريكا

في نفس السياق، أرسلت جماعات ضغط يهودية بالولايات المتحدة رسالة احتجاج إلى أردوجان، على ما اعتبرته "معاداة السامية" في المواقف التركية الرسمية والشعبية حيال محرقة غزة، وهو ما وصفه مراقبون بأنه "تهديد مبطن" لأنقرة بأنها قد تفقد دعم هذه الجماعات في قضية مذابح الأرمن، بحسب صحيفة "زمان" التركية.

وقالت الصحيفة التركية في عددها الصادر اليوم السبت إن جماعات ضغط يهودية أمريكية بعثت برسالة احتجاج مشتركة إلى أردوجان، أعربت فيها عن قلقها بشأن ما وصفته بـ"موجة معاداة السامية" في أعقاب محرقة غزة التي استمرت أكثر من 22 يوما، وأدت لاستشهاد أكثر من 1300 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 5400 آخرين، كثير منهم إصابته خطيرة.

واعتبرت الرسالة أن ردود الفعل التركية "كانت عنيفة جدا " إزاء العدوان الأخير على غزة، مشيرة إلي أن محاصرة متظاهرين لمقر القنصلية الإسرائيلية في إستانبول في إحدى التظاهرات يعد من أكثر الحوادث التي أثارت غضب يهود الولايات المتحدة" والتى كشفت عن كراهية الأتراك لليهود، على حد قول جماعات الضغط.

وانتشرت ملصقات دعائية معادية لليهود في أرجاء عديدة من إستنابول، فضلا عن تغطية واجهة أحد المحلات اليهودية القريبة من جامعة إستنابول بملصق كبير مكتوب عليه "لا تشتر أي سلع منها، لأن المحل مملوك ليهودي"، بحسب الخطاب.

ووقع على تلك الرسالة رؤساء: "اللجنة اليهودية الأمريكية"، و"منظمة مناهضة التشهير"، و"ائتلاف رؤساء المنظمات اليهودية بالولايات المتحدة"، و"المعهد اليهودي لشئون الأمن القوي الأمريكي".

وفي السياق ذاته، ذكرت جماعات الضغط الموقعة على الرسالة الاحتجاجية أن تشويه أحد المعابد اليهودية بمدينة أزمير التركية احتجاجا على عدوان غزة، تسبب في إغلاق جميع معابد المدينة باستثناء معبد واحد.

ووجهت الرسالة الحديث لأردوجان قائلة: "نؤكد لك أننا لا نوافق على موقف حكومتك من العملية الإسرائيلية بغزة، وبعض من تصريحاتكم الفظة"..

وأضافت: "نؤكد أن حماس هي التي تتحمل مسئولية ما حدث بغزة، وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".

وفي الوقت ذاته اعتبرت الرسالة أن "في تركيا التي طالما افتخرت بأنها استطاعت على مدى قرون عديدة التعايش مع اليهودي، يشعر أصدقاؤنا اليهود بأنهم محاصرون ومهددون".

الجبهة الداخلية: اللوبي اليهودي في تركيا

في الأثناء، تحرك اللوبي الإسرائيلي في الإعلام التركي سريعاً منذ بدء ظهور مواقف رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ومسؤولين أتراك آخرين المؤيدة بشدة للشعب الفلسطيني والمنددة أيضاً بقوة للعدوان الإسرائيلي على غزة.

وتركزت انتقادات اللوبي المذكور، وكلهم بالطبع من الأقلام التركية، على أن مواقف أردوغان المنحازة لمأساة الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حركة حماس سوف تخرج تركيا من دور الوسيط النزيه والحيادي كما بين سوريا وإسرائيل كذلك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وعموماً في مجمل قضايا المنطقة.

ولعل أخطر ما في الحملة على أردوغان أن مواقفه المؤيدة للفلسطينيين وحماس تؤجج الكراهية لليهود وترفع مستوى نزعة العداء لليهودية والسامية في تركيا. فضلاً عن تأثيرها السلبي في مصالح تركيا في مكافحة الإرهاب، وعلى الصعيد الدولي في مواجهة جهود الأرمن لحمل الإدارة الأمريكية الجديدة على الاعتراف ب "الإبادة الأرمنية".

في غضون ذلك، اعتبر محللون اتراك أن غضب اردوجان يهدد طموحات أنقرة في أداء دور محوري في حل أزمة المنطقة. وقال المحلل في مركز البحوث الأوروبية ـ الأسيوية "اسام" عارف كسكين: يشكل هذا التحرك نقطة بتر مهمة وقد يغير نظرة الغرب إلى تركيا".

وقال روشان شاكر لقناة تلفزيونية تركية أن تصرف اردوغان لن يمر مرور الكرام، وقد تكون له تداعيات على علاقات أنقرة مع واشنطن.

اضاف: "قد تفوز تركيا بتعاطف الدول العربية لكنها لا تستطيع أن تكون وسيطا في الشرق الأوسط، فصدقية اردوغان وحزب العدالة والتنمية تلطخت".

بدوره، انتقد المعلق في صحيفة "ميللييت" التريكية قادري غورسيل رئيس الحكومة التركية لأنه صور نفسه "ناصرا لمنظمة متشددة"، معتبرا أن جهود تركيا للانضمام إلى الغرب ستتأثر إذا أراد اردوجان أن يتحول إلى (رئيس فنزويلا) هوغو تشافيز الشرق الأوسط".

عناوين الصحف التركية

ماتت روح دافوس" (حرييت)، "صدمة في دافوس" (ميللييت)، "رياح قاسم باشا في دافوس" (راديكال) في إشارة إلى أن أردوجان ترعرع في منطقة قاسم باشا في اسطنبول المعروفة بمظاهر القوة.

"صفعة تاريخية" (يني شفق)، "ردة فعل تاريخية" (ستار)، "صفعة عثمانية لإسرائيل" (وقت)، "حلال عليك" (يني تشاغ)، "درس تاريخي من أردوجان إلى بيريز" (تركيا)، "أحد ما كان يجب أن يقول هذا" (بوسطه).

ونال مدير الجلسة في دافوس الصحافي الأميركي في "واشنطن بوست" ديفيد اجناسيوس، الذي حاول إسكات أردوجان خلال الجلسة، نصيباً وافراً من انتقادات الصحف التركية التي ركزت على أصله الأرمني المؤيد للدياسبورا الأرمنية.

و لكن مهما يكن أردوغان ادب بيريز و فعل ما لا يجرؤ عربي أو غربي "عدا تشافيز و أصدقائه" على فعله

وكان أردوجان قد أثار مجددا إعجاب وتقدير الشعوب العربية والإسلامية بعدما انتفض ضد مغالطات وأكاذيب بيريز في منتدى دافوس الاقتصادي مساء الخميس، وقرر أن يكون موقفه الانسحاب من الجلسة بعدما حرمه مدير النقاش من حقه في الرد، حيث منحه 12 دقيقة فقط، بينما منح بيريز 25 دقيقة.

والغريب أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي كان جالسا إلى جانب بيريز دون أي اعتبار لشهداء غزة، لم يؤيد موقف ممثل الدولة التركية وبقي في مكانه في الجلسة، ما أثار استغراب معظم المشاهدين.

أردوجان، الذي كان قد انتقد بشدة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، رغم التحالف الاستراتيجي بين بلاده وتل أبيب، أراد أن يكشف الحقائق أمام المنتدى الاقتصادي ويدحض أكاذيب شمعون بيريز وافتراءاته من أن إسرائيل تدافع عن نفسها وأن حماس هي "الإرهابية".

ولم يكن يهم أردوجان ساعتها سوى إرضاء ضميره الإنساني والدفاع عن الموقف المبدئي للدولة التركية بخصوص ما ترتكبه إسرائيل من جرائم تتعارض من السلام الذي تؤمن به أنقرة وتعمل من أجل تحقيقه في منطقة الشرق الأوسط.

ولقي تصرف أردوجان ترحيبا من طرف الأتراك، حيث استقبلوه استقبال الأبطال في مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول ورفعوا الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس" و"أهلا وسهلا بزعيم العالم"، ورددوا شعارات مناوئة لإسرائيل.

وتركيا كما هو معروف تربطها علاقات اقتصادية وسياسية بإسرائيل، وعكس ما كان يتوقعه بعض المراقبين، فقد استمرت العلاقات بين الطرفين بنفس الوتيرة في عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 2003 والذي ينتمي إليه رجب طيب أردوغان.

وقام حزب العدالة والتنمية في الفترة الأخيرة بدور الوسيط بين إسرائيل وسوريا، لكن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نسف هذا الدور وقال رجب طيب أردوجان إن "إسرائيل أهانت تركيا"، لأنها لم تحترم تعهداتها معها وأعلن اثر ذلك عن وقف المفاوضات التي يجريها مع حكومة ايهود أولمرت نيابة عن دمشق

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: