رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت يعلن عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد ضد قطاع غزة


أعلن رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت، مساء اليوم السبت (17/1)، عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد ضد قطاع غزة سيبدأ من الساعة الثانية بعد منتصف ليل السبت / الأحد (17- 18/1)، وذلك في اليوم الثاني والعشرين من العدوان على القطاع.

وزعم أولمرت، مبرراً قراره الذي اعتُبر في نظر المراقبين إعلان هزيمة مغلّفة بادعاء النصر: "حققنا أهدافها التي حددناها في العملية العسكرية ضد غزة وحققناها بالكامل وربما أكثر"، وقال: "حماس تلقت ضربة سواء في نظامها العسكري أو في بنيتها التحتية، وعليه استجبنا لطلب مصر بوقف إطلاق النار"، حسب ادعائه.

وفي الوقت الذي أطلقت فيه الصواريخ الفلسطينية قبل دقائق من بدء المؤتمر الصحفي لأمرت على المغتصبات الصهيونية؛ أضاف أولمرت "دمرنا معامل إنتاج الصواريخ وفجرنا الأنفاق ومخازن تخزين الأسلحة، وكافة المناطق التي كانت تطلق منها الصواريخ أصبحت تحت سيطرة الجيش .. تقديراتنا إن قدرة حماس تلقت ضربة قاسية جداً".

وفي الوقت الذي قال إن الحرب على غزة "عززت قدرات إسرائيل الرادعة"؛ أشار إلى أن "حماس ليست جزء من الترتيب الذي توصلنا إليه، في تلميح خفي إلى خشيته من القوة العسكرية لحركة "حماس".

وفي الوقت الذي فشلت فيه قوات الاحتلال الصهيوني خلال حربها على قطاع غزة، والتي كان أحد أهدافها إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط؛ قال أولمرت "إن العمل على الإفراج عن شاليط كانت قبل العملية العسكرية تواصلت خلال هذه العملية وستتواصل بعدها، إسرائيل تعمل في طرق عدة لإعادة شاليط إلى أهله، وشاليط هو على رأس اهتماماتنا وكلي أمل أن هذه الليلة أن نراه قريباً"، مقرّا في الوقت ذاته بمقتل ثلاثة مغتصبين بالصواريخ و10 جنود في المعارك، رغم أن الحديث يدور عن عدد أكبر من ذلك بكثير.

وقال أولمرت في مؤتمره الصحفي: "المجتمع الدولي كله مستعد من أجل التجند لخلق استقرار، توصلنا إلى سلسلة من التفاهمات التي ستضمن أن قوة حماس ستضعف، وبلورنا مع مصر جزءا من التفاهمات تؤدي إلى تقليص ملموس في تهريب الأسلحة من سوريا وإيران. الجمعة الماضية وقعنا على مذكرة تفاهم مع وانشطن تقوم الولايات بضمان منع تهريب الأسلحة إلى غزة".

من جهة ثانية وصف أسامة حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، خطاب رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت الذي أعلن فيه عن وقف أحادي الجانب لإطلاق النار، بأنه "خطاب الخيبة الثانية بعد خطاب خيبة 2006".

وقال حمدان في تصريح له: "هذا الخطاب هو في وجهه الآخر إعلان على صمود المقاومة وانتصارها في محاولة شطبها"، مشيراً إلى أن أولمرت قال في بداية خطابه إنه وجه ضربة قاسية لحماس ثم يعترف في نهايته بأنه عجز عن تحرير الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، "والذي حتى لا يعرف مصيره إن كان حياً أو ميتاً بفعل حربه المجنونة على غزة".

وأضاف رداً على قرار أولمرت إبقاء قواته في قطاع غزة في ظل وقف أحادي الجانب لإطلاق النار: "إذا استمر الوجود العسكري الصهيوني في قطاع غزة؛ فإن هذا سيكون باباً واسعاً للمقاومة ضد الاحتلال".

وتابع: "الجريمة التي ارتكبت في غزة هي عامل جديد من العوامل التي ستدفع إلى المقاومة، وأذكّر بأن الجيل الذي يخوض المعركة هو الجيل الذي نشأن وترعرع في الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة)، فلك أن تتخيل الجيل الذي نشأن في ظل المحرقة".

ورأى حمدان أن أولمرت "بدا مرتبكاً عندما قال إنه أضعف حماس ثم تحدّث عن ضمانات دولية لإضعاف حماس، هذا سؤال كبير ومهم، وحديثه عن اتفاقية مع مصر والإدارة الأمريكية فهذا يعني انه لا يزال لا يستطيع تقدير الواقع على حقيقته".

ورداً على قول أولمرت بأن الكيان الصهيوني استخدم قوة الجيش كاملة ضد غزة؛ أوضح حمدان: " أولمرت عجز في حسم المعركة وكسر المقاومة وإرادة الشعب، فلك أن تتخيل ماذا سيكون في المرحلة القادمة؛ إن الظروف ستتغير لأننا سنعمل على تغييرها ولن ننتظر أن يضعف هو وحده فقط".

واعتبر حمدان أن التركيز على منع تهريب الأسلحة "يعكس حالة القلق من قدرة حماس واستطاعتها من تطويرها، وعدم الاطمئنان إلى نتائج العملية. وأقول إن هذا الخطاب هو خطاب خيبة جديدة يختم به أولمرت حياته السياسية التي بدأت بفشل وتنتهي بفشل ويعطي فرصة جديدة للمقاومة".

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: