هآرتس: ربما كان من الافضل لاسرائيل وقف عملية غزة بينما لا تزال متفوقة

في الوقت الذي تنتظر فيه اسرائيل التطورات على الجبهة الدبلوماسية، تتواصل العملية الواسعة النطاق التي تقوم بها قوات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة تزداد عمقا. وكتب المحللان في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هارئيل وآفي ايساخاروف تحليلاً الاثنين تحت عنوان "ربما كان من الافضل لاسرائيل وقف عملية غزة بينما لا تزال متفوقة" قالا فيه ان "المصطلحات تذكر بحرب لبنان الاولى، وليس الثانية فقط: الجيش الاسرائيلي "يشدد الحصار" حول مدينة غزة، التي تؤوي معظم رموز حكم "حماس" في القطاع. و"المرحلة الثالثة" من العملية (الاحتلال لمناطق واسعة) ما تزال بحاجة الى موافقة الحكومة. ان الزحف الممنهج الى غزة، ليس للمرة الاولى، تأثر بالتقييمات الاستخباراتية. وقد زرع شخص – ومن المامون الاعتقاد بأن جهاز الامن الداخلي شين بيت له علاقة بالأمر- في الحكومة فكرة أنه بدفعة اخرى اضافية يمكننا الحاق الهزيمة بحماس".

واضاف الكاتبان الاسرائيليان: "ولكن هذا مجرد سيناريو آخر يمكن التنبؤ بنهايته – الاستيلاء على منطقة لم تكن الحكومة الاسرائيلية تتخيل قبل اسبوع ان الجيش الاسرائيلي سيدخلها.

ولكن ما يساهم في الوضع هو ما يدور لدى "حماس". وليس فقط ان الحقائق غير واضحة. وعندما يقال ان "حماس" معنية بوقف اطلاق النار، فان المعنى ليس ان الحركة على شفير الانهيار. الحركة مستعدة لوقف اطلاق للنار ولكن بحسب شروطها. وفي الليلة الماضية على الاقل بدا انها ما زالت مستعدة للمضي قدما في القتال اذا لم يوافق على شروطها.

وتعارض قيادة "حماس" التي تتخذ مقرا لها في دمشق نشر قوة عسكرية دولية، عربية أم غير ذلك، على الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر. (خالد مشعل ذهب الى حد وصف مثل هذه القوة بقوة الاحتلال).

ومن جانبها، تواصل اسرائيل تصعيد الضغط. ولعل التاخير في عودة عاموس غلعاد، رئيس مكتب الشؤون السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، الى القاهرة تنبع من الشعور بأن، مكاسب قليلة أخرى على الأرض ستعزز الموقف الاسرائيلي.

ان مسألة التهريب ما تزال في صلب المباحثات. وفي ضوء ذلك، يمكن لاسرائيل الضغط على "حماس" ومصر عن طريق ترهيب السكان. وفي عملية المحاسبة عام 1993، امطر الجيش الاسرائيلي جنوب لبنان بـ24000 قذيفة، ودفع نحو 300 الف مدني باتجاه بيروت. وكان رئيس هيئة الأركان خلال تلك العملية هو ايهود باراك.

وفي اليوم المقبل أو نحو ذلك، من المتوقع ان توضح "حماس" موقفها حول المبادرة المصرية. وقد دفع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض باتجاه قرار بوقف اطلاق النار.

في هذه الاثناء، يوصي قائد القيادة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي يوئاف غالانت بتوسيع عملية الرصاص المسكوب ويقول ان هناك حاجة الى مزيد من الوقت قبل ان يؤتي الضغط نتائجه.

وعبّر وزير الدفاع ايهود باراك عن معارضته عملية طويلة. وفي المستويات الأدنى من غالانت هناك دعم في العادة لتوسيع العملية. ولكن يوم الأحد كانت هناك اصوات اخرى، من ضمنها صوت ضابط بارز من اوساط الاحتياط. وقال: "لقد استنفدنا هذه المهمة. لقد كانت تدريباً ممتازاًعلى استدعاء الاحتياط والتدريب، ولكن الوقت قد حان لوقفها قبل ان تبدأ الأمور بالفوضى".

وكل من يعرّف كتائب الاحتياط على العملية سيزن بالتاكيد الضرر بالمعنويات الذي ستسببه صور القتلى والجرحى من الاحتياط. والقبضة الاحتكارية على المعلومات ستتهشم عندما يبدأ جنود الاحتياط بارسال تقارير الى بيوت اهلهم حول الدمار الذي أحدثته الوحدات المجندة قبلهم".

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: