المسعفون في قطاع غزة يواجهون صعوبات وعقبات من استهدافهم بضربات قوات الإرهاب الصهيونية

المركز الفلسطيني للإعلام:يواجه المسعفون في قطاع غزة صعوبات وعقبات من ضربات من قوات الإرهاب الصهيونية تلك التي تواجه المقاومين في أرض المعركة، بعد أن أصبح الاحتلال الصهيوني لا يفرق بين مسعف ومقاتل وبين صحفي أو مواطن أو صغير أو كبير، في حرب ضروس تشنها دولة الكيان الغاصب على المدنيين العزل في قطاع غزة.

وفي الحرب المستمرة على غزة، تحول أفراد طواقم الإسعاف من مسعفون ينقذوا ويساعدوا الجرحى, إلى جرحى وربما شهداء بحاجة إلى من يساعدهم أو ينقذهم أو يلملم أشلائهم.

عمل على مدار الساعة

"هو واجبنا الوطني والأخلاقي والإنساني (..) يجب أن نقوم به على أكمل وجه حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا"، بهذه العبارات بدء أحد المسعفين على عجلة من أمره بالحديث لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" وهو راكباً سيارة الإسعاف التي تميزت بكلمة "إسعاف" باللغتين العربية والإنجليزية باللون الفسفوري حتى تعكس ليلاً ونهاراً، وهو على أهبة الاستعداد للانطلاق بأي لحظة لنقل الجرحى من أماكن القصف التي ما تتوانى قوات الاحتلال من ترك فراغ في الوقت إلا وتبادر بإطلاق قذيفة أو تستهدف منزل أو تجمع للمواطنين.

ويضيف المسعف الفلسطيني: "منذ 48 ساعة لم تسهو عيني لحظة، وأنا أنتقل بسيارة الإسعاف مهرولاً إلى الأماكن التي تقصفها قوات الاحتلال بين لحظة وأخرى، لكن هذا العمل يشرفني في خدمة أبناء شعبي وهو أقل واجب نقدمه لهم في ظل هذه الحرب الشنيعة".

مخاطر ومصاعب

يتحدث المسعف الذي بدت عليه علامات التعب والإرهاق وهو يرتدي بزته الطبية الفسفورية عن المخاطر التي تواجه المسعفين خلال هذه الأيام فيقول: "كل الأعراف والقوانين الدولية تحرم منع التعرض للمسعفين لا بل وعلى الاحتلال أن يسعى لتسهيل مهام طواقم الإسعاف والدفاع المدني، إلا أن قوات الاحتلال تستهدفنا وتضرب سياراتنا بالصواريخ وبشكل مباشر الأمر الذي أدى منذ بداية الحرب إلى استشهاد عدد من المسعفين وإصابة آخرين وتدمير عدد من سيارات الإسعاف".

وعما إذا كان يخشى من إقدامه للأماكن المستهدفة خوفاً من استهدافها مرة أخرى، يروي المسعف: "إنه في أحد المرات التي خرج فيه لإسعاف عدداً من المصابين تحت أحد المباني التي قصفت في أحد أحياء مدينة غزة، قصف قوات الاحتلال المكان مرة أخرى مما أدى إلى وقوع عدداً من الشهداء وإصابة اثنين من الطاقم الذي رافقني في المهمة، وقد نجيت أنا بأعجوبة من هذا الاستهداف".

ويتابع: "لو كنا نخشى على أنفسنا من الإقدام وإسعاف الجرحى لما تقدمنا لهذه المهنة، لأنه من أساسيات هذه المهنة هو السرعة في نقل الجرحى مع الاهتمام وتقديم الإسعاف الأولي لهم بأسرع وقت".

الاحتلال يتعمد استهداف الطواقم الطبية

الدكتور معاوية حسنين مدير الطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية اتهم قوات الإرهاب الصهيونية باستهداف المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف, وتعرضها لإطلاق النار باستمرار، ويقول: "إن إحدى سيارات الإسعاف واجهت قذيفة مدفعية خلال الأسابيع الماضية وهي تؤدي عملها في نقل القتلى والمصابين، كما أن مجموعة أخرى من سيارات الإسعاف تعرّضت لذات الموقف خلال الاجتياح الصهيوني لشمال قطاع غزة"، ويؤكد أن عدداً من المسعفين سقطوا شهداء وجرحى جراء العدوان الصهيوني الظالم عليهم، مبيناً أن الاحتلال يتعمد استهداف الطواقم الطبية وتعطيل عملها بشكل مباشر.

وناشد حسنين أطباء العالم والعرب والمؤسسات الصحية والحقوقية الدولية والعربية بالتحرك لوضع حد لممارسات الاحتلال بحق الوضع الصحي بقطاع غزة.

إحصائية لا بد أن يدقق العالم فيها

وتؤكد مصادر طبية لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن عدد المسعفين الذين استشهدوا جراء الهجمة الصهيونية على طواقم الإسعاف منذ بدء الحرب على قطاع غزة هو ثلاثة عشر مسعف، شهيداً، أما المصابون من سائقي سيارات الإسعاف والطواقم الطبية فقد وصل 438 مصاباً، أما حوادث الاعتداء على سيارات الإسعاف فقُدّرت بـِ 369 حادثاً، فيما بلغ عدد سيارات الإسعاف المدمرة جراء اعتداء قوات الاحتلال 38 سيارة.

وطالب المصادر الطبية، دول العالم بالإطلاع على هذه الإحصائية والتدقيق، وتقديم قادة الحرب الصهاينة كمجرمي حرب لمحاكمتهم جرائم دولية بما اقترفت أيديهم بحق ملائكة الرحمة في الأراضي الفلسطينية.



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: