نيويورك تايمز: إسرائيل في مأزق حقيقي رغم جبروت آلتها العسكرية فى عدوانها الحالي على قطاع غزة

نقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن الصحيفة فى تحليل كتبه إيتان برونر من معبر إيرز الذي دخلت منه الدبابات الإسرائيلية " إنه اذا كانت إسرائيل قد خلصت إلى نتيجة فحواها عدم إمكانية وقف الهجمات الصاروخية من قطاع غزة طالما بقت حركة حماس تحكم هذا القطاع، فان الهدف الحقيقى للعمليات العسكرية الاسرائيلية يكون اقصاء حركة حماس بصورة كاملة عن حكم القطاع مهما كان الثمن".

وأضافت الصحيفة أن هناك قلقا يساور العديد من الشخصيات البارزة فى حكومة ايهود أولمرت من أن أي وقف أو تهدئة للعمليات العسكرية الاسرائيلية بقطاع غزة سيلحق أضرارا بليغة بأهداف اسرائيل وغاياتها النهائية لان وقف العمليات أو تهدئتها لن يعني سوى دعم قوة حماس.

وقالت الصحيفة فى تحليلها للمشهد الراهن بقطاع غزة إن هناك محللين إسرائيليين حذروا من أن حتى انتهاء المواجهة الحالية بالتعادل بين طرفيها لن يعني سوى خروج حركة حماس بمكاسب من أبرزها "فوزها بشرعية ستمنح لها".

ورأت الصحيفة أن الخيار المتمثل فى قيام اسرائيل باعادة احتلال قطاع غزة والذي قد يرى البعض فى خضم المواجهة العصيبة الراهنة أنه يشكل حلا للمأزق الاسرائيلى، هو فى الواقع الكابوس الذى لا تريده المؤسسة العسكرية الاسرائيلية أو تتمنى تكراره بعد أكثر من ثلاث سنوات من انسحاب الجيش الاسرائيلى من القطاع .

وأشارت الى أن المأزق الاسرائيلي يستفحل فى ضوء اتفاق العديد من الاراء حتى بين خصوم حركة حماس على عدم واقعية نزع سيطرتها على قطاع غزة لسبب بسيط ، وهو أن هذه الحركة فازت فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية التى أجريت منذ نحو أربعة أعوام بأغلبية واضحة.

وإلى جانب ذلك، فإن أي اتفاق هدنة قد يكون من شأنه أن يزيد من عبور البضائع التجارية من إسرائيل ومصر إلى غزة وهو المطلب المركزي لحماس: إنهاء الحصار الاقتصادي وفتح المعابر. ويعتبر بناء اقتصاد غزة تحت سيطرة حماس هو أمر يقول الإسرائيليون أنه سيؤدي إلى تعزيز الحركة نفسها. كما أن منع البضائع من الوصول إلى غزة سيعني مواصلة معاناة 1.5 مليون نسمة هم سكان غزة.

لذلك فإن ألوف بن يعتقد أن الطريقة الوحيدة بالنسبة لإسرائيل لحرمان حماس من كسب الشرعية هو في إعادة احتلال غزة بالكامل، مشيرا إلى أنه لا يوجد داخل إسرائيل أو خارجها من يؤيد هذا الخيار.

واشارت الصحيفة أن إعادة احتلال غزة من شأنه أن يزيد من ضعف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في رام الله وتنظيم فتح حيث سينظر لهم في حال إعادتهم إلى غزة لتولي السلطة كمتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي وأنهم قادمون على ظهور الدبابات الإسرائيلية.

وفي هذه الحالة كما تقول الصحيفة فإن تدمير حماس وعدم قدرة جماعة السلطة الفلسطينية وأنصارها على العودة إلى غزة سيؤدي إلى فوضى في القطاع. وخلصت الصحيفة الى القول إن الامل الذى يراود المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بتدمير البنية الاساسية لحركة "حماس" قد يتحول على الارجح الى كابوس من الفوضى سيطال بالتأكيد سكان جنوب اسرائيل الذين تشن الهجمات الحالية على قطاع غزة باسم "الدفاع عن أمنهم"



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: