ليبرمان شخصية «الموضة» في إسرائيل هذه السنة

أحلام يقظة ليبرمان

يمشي ويتخيل أن بركانا إسلاميا يتدفق وراءه. يقنع نفسه انه «الكاو بوي» القادم من بلاد الحضارة إلى غابة وحوش تبدأ بصحراء الكويت وتنتهي بصحراء الجزائر. يتبرع بتحويل إسرائيل إلى جبهة أمامية في وجه إيران.

ويحلم بتدمير سد أسوان وإفاضة بحيرة ناصر على قرى الصعيد المصري. الأقلية العربية في إسرائيل بالنسبة له، تأتي بعد الخطر الإيراني، قبل حماس وحزب الله. يعلن مبدأه في الحياة: كريم مع الأصدقاء ومتوحش مع الأعداء. انه ذلك المستوطن القادم من روسيا، أفيغدور ليبرمان، بطل الانتخابات الإسرائيلية التي جرت هذا الأسبوع وأسفرت عن صعوده إلى مرتبة الحزب الثالث، قبل حزب العمل، القائد التاريخي للحركة الصهيونية. ولا يكتفي.

يرى ان هذا الانجاز ينقله إلى درب يؤدي به إلى كرسي رئيس الحكومة الإسرائيلية في الانتخابات القادمة. كثير من الإسرائيليين يخجلون به. ولكن كثيرين يرون فيه الأمل. «فقط ليبرمان يستطيع درء الخطر العربي عن إسرائيل»، يقول أحد الشبان اليهود من على شاشة التلفزيون الإسرائيلي.

شعاره الانتخابي الرسمي «ليبرمان فقط يجيد التخاطب بالعربية». «قد لا يكون كلامي دبلوماسيا أو مناسبا لصحافي يتكلم في التلفزيون، ولكنني أقول لكم إن إسرائيل ستطأطئ رأسها خجلا في القريب، عندما تعرف أسرار شخصية هذا الرجل المسمى ليبرمان»، هكذا يقول المعلق السياسي الكبير في القناة الثانية للتلفزيون التجاري الإسرائيلي، أمنون أبراموفتش، عنه. ولكن كلماته وكلمات غيره من العقلاء لا توقف المد الجارف في تقدمه. وها هو يمتلك مفاتيح تركيب الحكومة الإسرائيلية القادمة، ويفرض شروطه على أقوى المرشحين لرئاستها اللذين طرقا بابه صبيحة الأربعاء، بعد ساعات قليلة من فرز نتائج الانتخابات في إسرائيل.

فمن هو ليبرمان وكيف وصل إلى هذا الموقع المؤثر في السياسة الإسرائيلية لدرجة حسم من يكون رئيس حكومة؟ وهل يتمتع فعلا بحظوظ ليصيح رئيس حكومة؟ في كل مرة يحيي الإسرائيليون ذكرى الحرب الإسرائيلية التي شنوها على الدول العربية في الخامس من يونيو (حزيران) 1967، والحرب على لبنان في الموعد نفسه في عام 1982، يحتفل أفيغدور أبيك ايفيت ليبرمان، بعيد ميلاده. فهو ولد في الخامس من يونيو (حزيران) عام 1958 في مدينة كيشنييف، عاصمة مولدوفيا، في زمن الاتحاد السوفييتي. والداه ليف واستر، كانا من نشطاء الحركة الصهيونية السرية في المدينة. خدما الحركة عن طريق انتمائهما إلى منظمة «بيتار» التي تعتبر جناحا يمينيا متطرفا في الحركة الصهيونية.

لكن العائلة سلكت طريقا علمانيا، نما وترعرع الولد أفيغدور عليه. كان طالبا جيدا، وقد حصل على شهرته في الجامعة عندما كتب مسرحية بعنوان «طلبة الجامعة». فقد حاز بفضلها جائزة أدبية من الدولة.

لكنه لم يواصل تلك العلاقة بالأدب . وعندما بلغ العشرين من العمر هاجر إلى إسرائيل، وكان ذلك عام 1978. في البداية عمل حمالا في مطار «دوف» في تل أبيب، ولكنه انتقل إلى الدراسة الجامعية في القدس، حيث حصل على شهادته في علم الاجتماع.


وكان يتعلم في النهار ويعمل ليلا في الحراسة. وهناك تعلم كيف يعتبر كل عربي مشبوها من الناحية الأمنية، حتى تثبت براءته. وتعرف بسرعة على نشطاء اليمين في الجامعة، ولم يعجبه منهم سوى غلاة المتطرفين. فانضم إلى حركة «كاخ» بقيادة الحاخام العنصري مئير كهانا، وهي الحركة التي طرحت فكرة «الترانسفير» التي تستهدف ترحيل من تبقى من الفلسطينيين في وطنهم، المواطنين العرب في إسرائيل المعروفين باسم «فلسطينيي 48».


ولكن حب ليبرمان للزعامة جعله يترك هذه الحركة، وينتقل إلى حزب السلطة: الليكود. وكان هذا الحزب يومها بقيادة مناحيم بيغن رئيس الحكومة. ووجد عملا في صندوق المرضى القومي التابع لهذا الحزب، وما فتئ أن أصبح مدير الفرع في مدينة القدس. في مطلع التسعينات حدث له أمران مهمان في تطوره السياسي: فقد اختار السكن في مستوطنة «نوكديم» قرب بيت لحم في الضفة الغربية، معززا انتماءه لفكر التوسع الإسرائيلي على حساب الأرض الفلسطينية، وتعرف على بنيامين نتنياهو الذي كان قد عاد لتوه من العمل في السلك الدبلوماسي كممثل دائم لإسرائيل في الأمم المتحدة. عندما هزم اسحق شامير في المعركة الانتخابية أمام اسحق رابين سنة 1992، تولى نتنياهو رئاسة حزب الليكود وبدأ عملية ترميم أوضاع الحزب وإعداده للعودة إلى السلطة، فاختار ليبرمان ليكون إلى جانبه مديرا عاما.


وقد برزت هنا شخصية ليبرمان الحديدية في القيادة. فقد كان العاملون في الحزب وحتى بعض القادة يخافونه. وتمكن من إعادة اللحمة التنظيمية والانضباط الصارم للحزب، كما عرف الانضباط من الحزب الشيوعي في أيام ستالين الذي كان معجبا به ويكرهه في آن.


فاز الليكود بالحكم عام 1996 على عكس كل التوقعات. ففي حينه أدار نتنياهو وليبرمان سياسة الحزب بطريقة عدائية حاقدة، اتهما فيها رابين بالخيانة لأنه وقع اتفاقات أوسلو مع ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. وفي مظاهرات اليمين ارتفعت صورة رابين بلباس ضابط في الجيش النازي الألماني. وأشير بإصبع الاتهام إلى نتنياهو والليكود كمحرض أساسي على قتل رابين. ومع ذلك، فقد أدار نتنياهو وليبرمان معا معركة انتخابية قتالية، وحققا الفوز.


وأخذ نتنياهو ليبرمان معه إلى مكتب رئيس الوزراء، ليكون مديرا عاما، يحكم ويرسم باسم رئيس الحكومة. ولم يصمد معظم الموظفين الكبار أمام سطوة المدير الدكتاتوري. وربى لنفسه أعداء كثيرين. واهتم البعض بنبش تاريخه وتصرفاته، فوجدوا ما يكفي لفتح ملف تحقيق ضده في الشرطة، بقضية تلقي الرشوة. فاضطر إلى الاستقالة. وراح يدعي انه استقال بسبب سياسة نتنياهو المهادنة للفلسطينيين وتوقيعه اتفاق «واي ريفر» واتفاق الخليل. وأقام لليهود الروس حزبا أسماه «إسرائيل بيتنا».


ولم يكن اختيار الاسم صدفة. فهو يعرف ان اليهود الروس غاضبون على الدولة ويعاملون كغرباء ويتم تحقيرهم وإرسال مثقفين ومتعلمين بدرجة بروفسور إلى العمل في أقسام النظافة والصيانة في البلديات. ومع ان ليبرمان كان جزءا من النظام الحاكم وشريكا في سياسة التمييز ضد الروس، فقد نجح في الظهور مع الضحية وأقام الحزب تحت شعار «اليهود الروس يرون في إسرائيل بيتا لهم». وتمكن في انتخابات عام 1999 من إدخال أربعة نواب من حزبه إلى الكنيست. وكانت هذه مفاجأته الأولى.


وقد وجد في الكنيست حلفاء له في أفكاره اليمينية المتطرفة، على يمين الليكود. فأقام تحالفا برئاسته مع حزبين: الأول يدعى «موليدت»، بقيادة رحبعام زئيفي، وهو الحزب الذي تبنى أفكار كهانا في الدعوة لترحيل فلسطينيي 48 من إسرائيل، وحزب «تكوما»، وهو حزب استيطاني كان يقوده يومها شخصان: حنان بورات، أبرز قادة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وتسفي هندل، أبرز قادة الاستيطان اليهودي في قطاع غزة. وفي عام 2001، عندما فاز أرئيل شارون برئاسة الحكومة، انضم ليبرمان وحلفاؤه الجدد إلى حكومته، فتولى هو وزئيفي وزارتين، المواصلات والسياحة. وأطلقوا على هذا التحالف اسم «الاتحاد القومي»


. وكان شارون بالنسبة لهم «معتدلا»، فأعلنا الانسحاب من الحكومة احتجاجا على قرار الانسحاب من حي أبو سنينة في الخليل، وتسليمه للسلطة الفلسطينية، معتبرين ذلك رضوخا للفلسطينيين الذين كانوا قد بدأوا انتفاضتهم المسلحة. ولكن قبل أن تدخل هذه الاستقالة حيز التنفيذ، قتل حليفه الوزير رحبعام زئيفي. فطلب شارون من ليبرمان أن لا يستقيل، حتى ينفذا عمليات الانتقام لمقتل الوزير، فوافق. ولكنه لم يصمد طويلا. وانسحب من الحكومة مرة أخرى. وفي انتخابات 2003، فاز هذا الحزب بسبعة أعضاء، ولكن ليبرمان انشق عنه وعاد لينفصل في حزبه القديم «إسرائيل بيتنا». وحصل في الانتخابات التالية عام 2006، على 11 مقعدا. وانضم الى حكومة «كديما» برئاسة ايهود أولمرت، ليعين نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للشؤون الاستراتيجية. ثم عاد واستقال احتجاجا على إدارة مفاوضات مع السلطة الفلسطينية بعد مؤتمر أنابوليس.


وجلس في المعارضة، ليحصل في الانتخابات الأخيرة على 15 مقعدا وتصبح بيده العصمة لحسم هوية رئيس أو رئيسة الحكومة في إسرائيل. ليبرمان، كشخص، يتسم ليس فقط بالتطرف السياسي، بل بالفظاظة في الكلام وحتى العنف، في التعبير عن مواقفه المتطرفة.


وهو يفعل ذلك ليس فقط ضد العرب. فقد اعتبر حركة «يوجد حد» اليهودية، حركة نازية، لأنها تكافح ضد جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين، وتدعو الجنود والضباط إلى التمرد على الأوامر التي تعتبر محظورة ورفض الخدمة لأسباب ضميرية في الجيش الإسرائيلي. فوصفها بـ«كابو»، وهو الاسم الذي أطلق على الأسرى اليهود في السجون النازية، الذين أجبرهم النازيون على العمل كمسؤولين عن الأسرى اليهود.


أنا لا أثق بأي قائد فلسطيني»، يقول. ومن هنا تنتشر مواقفه الرافضة بحجة الطرف الآخر. «أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس)، هو أخطر القادة الفلسطينيين. ومصر أخطر العرب»، يقول. عام 2001، عشية الانتخابات لرئاسة الحكومة، اجتمع ليبرمان مع سفراء دول الاتحاد السوفياتي سابقا في تل أبيب، وقال أمامهم «مصر دولة خطيرة، تقيم سلاما مع إسرائيل ولكنها لا تحافظ عليه بشكل فعلي.


علينا أن نتوقع حربا معها، وعندئذ سنضطر إلى تدمير سد أسوان وإفاضة بحيرة ناصر على ما يحيطها من قرى ومزارع». يرفض اعتبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قضية أساسية في أزمة الشرق الأوسط. ويقول «الموضوع الفلسطيني هو حلقة صغيرة وبسيطة في الصراع الحقيقي الدائر هنا في المنطقة، انه صراع بين أقوام وبين أديان. فاليوم يعيش عالمنا حرب مواجهة مبدئية بين الغرب وبين الإسلام. وعموما الحروب الدينية تجعل التعايش بين البشر شبه مستحيل.


فماذا حصل في البلقان وماذا حصل في القوقاز وحتى في أيرلندا. فحيث توجد ديانتان يجب البحث عن حل للفصل بينهما. والشرق الأوسط متخلف عن أوروبا أكثر ولذلك وضعه أصعب، وليس فقط بسبب الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. فهذه المنطقة تبدو وكأنها غابة من الوحوش. حرب العراق على الكويت. والحرب الإيرانية - العراقية. والحرب داخل اليمن، وداخل الجزائر، والصراعات بين السودان ومصر، وبين مصر وليبيا». ويرى ليبرمان أن إسرائيل مضطرة للعيش في هذه المنطقة والانسلاخ عنها في آن.


ويقول ان مكان الدولة العبرية في حلف شمال الأطلسي ومع الاتحاد الأوروبي. ويقول ان العالم الغربي بحاجة الى إسرائيل ليست أقل من حاجتها إليه. «فهي الجبهة المتقدمة للغرب ضد إيران، التي تشكل خطرا على الجميع. وبالنسبة لإسرائيل فهي الخطر الأكبر».


يفاجئنا ليبرمان عندما يقول انه يرى في المرتبة الثانية من الخطر على إسرائيل، ليس سورية أو حزب الله اللبناني أو حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، كما اعتاد الإسرائيليون القول، بل المواطنون العرب في إسرائيل. يقول «إنهم طابور خامس وسكين في ظهر الأمة اليهودية. في فترة الحرب مع لبنان كان حزب الله يقصفهم بالصواريخ ويقتل منهم العشرات وهم يؤيدونه في الحرب على إسرائيل. وفي حرب غزة الأخيرة كانوا يصفقون لحماس.


ولا أدري ما الذي سيفعلونه في الحرب القادمة، ولذلك يجب معالجتهم بشكل صارم». يقترح ان يتم التخلص من أكبر عدد منهم، حتى يضمن إسرائيل دولة عبرية ذات أكثرية يهودية إلى الأبد. وهو يقترح مشروعا لتشجيع كل من يريد منهم على الرحيل. ويقترح، في إطار التسوية السلمية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين أن يتم تبادل مناطق جغرافية، فتضم إسرائيل مناطق من الضفة الغربية يعيش فيها مستوطنون يهود، وتضم فلسطين مدن وقرى المثلث القائمة حاليا في إسرائيل.


وأما بقية فلسطينيي 48 في حيفا والناصرة ويافا والجليل، فيقترح تخييرهم ما بين البقاء في إسرائيل متعهدين بالإخلاص لها وبالاستعداد للخدمة العسكرية فيها أو أية خدمة مدنية بديلة، أو فقدان الحق في الجنسية وفي الانتخاب والترشيح. يقول عن ذلك «أنا أسير على مبدأ القائد الصهيوني الفذ، زئيف جابوتنسكي، الذي قال: نكون كرماء مع أصدقائنا ومتوحشين مع أعدائنا. هذه هي الطريقة الأفضل للتعامل مع هؤلاء العرب. وأقول لكم هذا وأنا أنتقد بشدة حكومات إسرائيل. فهي لم تهتم بأصدقاء الدولة منهم، وتركتهم لقمة سائغة لدى المتطرفين وها نحن نقطف ثمار سياستنا.


وفقط بعد فلسطينيي 48 يتحدث عن تسوية الصراع الإسرائيلي العربي، وهنا أيضا من خلال فرض أفكاره «لا مكان لحركة حماس في تسوية هذا الصراع. يجب تصفية هذه الحركة الإرهابية وأمثالها. يجب الإعلان عن كل نشطائها وقادتها كمطلوبين للاعتقال أو الاغتيال»، يقول. وهو مستعد للسلام إذا نشأت قوى فلسطينية مستعدة لقبول الشروط الإسرائيلية في دولة منزوعة السلاح ومفصولة تماما عن إسرائيل ومفتوحة فقط في اتجاه الدول العربية (غزة مفتوحة باتجاه مصر والضفة الغربية باتجاه الأردن)، ولا يمانع عندئذ في أن تكون الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع، وحتى في بعض أحياء القدس.


ولكنه يضيف «محظور علينا في إسرائيل أن نفاوض على شيء، قبل إنهاء الملف الإيراني. يقول لنا أصدقاؤنا في الغرب: دولة فلسطينية. نجيب: نأسف. يقولون لنا: أزيلوا الاستيطان غير الشرعي، نقول لهم: نأسف. يقولون حتى: أزيلوا حاجزا عسكريا. نقول: نأسف. طالما ان الملف الإيراني مفتوح، فإننا لن نتعاطى مع أي قضية أخرى».

ليبرمان شخصية «الموضة» في إسرائيل هذه السنة. فصعوده في سلم القيادات الإسرائيلية بهذه الوتيرة من المثابرة، يعتبر حدثا على مستوى الدولة العبرية. وهو يشعر بأنه «القائد المنتظر» الذي تحتاجه إسرائيل في هذا الوقت والذي لا غنى عنه. ويحاول حاليا التحكم بخيوط تركيب الحكومة القادمة، ويتباهى بأنه صاحب القرار الحاسم فيمن سيكون رئيسا للحكومة، بنيامين نتنياهو أو تسيبي ليفني. ويستعد بذلك إلى الخطوة القادمة، التي يكون فيها رئيسا للحكومة بدلا منهما.


لكن هناك عقبة تعترض طريقه، ولا يعرف إذا كانت ستتيح له مواصلة مشواره إلى سلم القيادة. وهذه العقبة تكمن في ملف فساد سميك، يكبر كل يوم في الشرطة الإسرائيلية ضده. فالتحقيق جار حول شبهات جدية تتعلق بالأموال الطائلة التي تصل الى جيبه وتقدر ببضعة ملايين من الدولارات.


في الشهر الماضي، وعلى الرغم من اقتراب موعد الانتخابات، اعتقلت ابنته وسبعة من كبار مساعديه في قيادة الحزب، للتحقيق في شبهات ضده وضدهم تحوم حول تلقيه أموالا كبيرة كرشوة وحول تبييضه أموالا سوداء في الخارج. وكانت الشرطة تنوي استدعاءه هو نفسه للتحقيق، ولكنها أحجمت عن ذلك في اللحظة الأخيرة، بأمر من المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز.


وقال مصدر رفيع في الشرطة ان الشبهات حول ليبرمان هذه المرة راسخة وثابتة وتحتاج الى بعض التحقيقات حتى تتحول الى لوائح اتهام. فإذا صدقت الشرطة ولم تخف من تهديدات ليبرمان بمعاقبة قادة الشرطة، فإن تقدمه الجارف الى سلم القيادة الإسرائيلية سيتوقف. هو يهدد جديا.


وبحسب مصادر مقربة من طاولات المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة، فإن ليبرمان يطلب أن يحصل حزبه على عدة وزارات، مثل وزارة القضاء ووزارة الأمن الداخلي، رغم التحقيقات ضده. وقد توجه الى عدد من المستشارين القضائيين ليفحصوا إن كان ذلك ممكنا حسب القانون، وغالبيتهم أعطوه استشارة مفصلة على مقاس رغباته


ومع ذلك، فإن معلقين كثيرين يرون أن ظاهرة ليبرمان هذه ستتوقف في وقت قريب. وستكون هناك حاجة ماسة لأن يشرع الباحثون في علوم السياسة فحص هذه الظاهرة وأبعادها الخطيرة على سلامة القانون والمجتمع في إسرائيل.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: