عندما يتيه مدرب الأولمبيين فيربيك وسط الجزئيات

هسبريس : 25 - 06 - 2011
على هامش تأهل المنتخب الأولمبي لدوري المجموعات
إذا كانت النتيجة الإيجابية التي حصل عليها المنتخب الأولمبي أمام نظيره الكونغولي، حيث انتزع تعادلا ثمينا من كينشاسا أهله للانتقال لدوري المجموعات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 قد أعادت الثقة الى نفوس الجميع، فإن المنطق يفرض أن لا نتلذذ بهذه النتيجة أكثر من حجمها الحقيقي، لأنها ليست هي قمة العطاء، وليست هي المقياس الحقيقي لكي تجعل الارتياح يفرض نفسه من الآن، فأمام هذا المنتخب منافسات قوية ولها قيمة أكبر في دور المجموعات.
وبالمناسبة، لابد من الإشارة الى أن الإطار فيربيك أضاع كثيرا من الوقت في تجريب اللاعبين وإيجاد تشكيلة قارة، إذن نعتقد أن هذه الطريقة أصبحت متجاوزة ولا داعي لتضييع الوقت، إذ أن التشكيلة القارة لابد وأن تحصل على التجانس والانسجام مع مرور الوقت، هذا إضافة الى الحاجة الماسة لبعض الترميمات، فالكل يجمع على أن اللاعبين ياسين لكحل من المغرب التطواني وبرابح من الرجاء البيضاوي لهما مكانتهما ضمن المجموعة وبإمكانهما خلق التوازن المفقود لما لهما من مفهوم ترسيخ النضج في اللعب.
فإذا كان فيربيك يعيب على ياسين لكحل اللعب الفردي، فما دوره إذن في تغيير عادة هذا اللاعب وحثه باللعب الجماعي وتلقينه عقلية الجماعة، وتذكيره بأن هناك فرق بين طريقة اللعب داخل الفريق وداخل المنتخب الأولمبي، واللاعب يملك امكانيات تقنية غنية جدا، الاعتناء بها لابد وأن تفرز منه لاعبا متميزا ومتألقا.
فإذا كانت مثل هذه الحالات راسخة في عقول بعض اللاعبين الشبان، يجب على الطاقم التقني أن ينكب عليها بجدية و إصلاحها لأن فيها خير ومنفعة منتخبنا لا أن نبعدها ونحرمها من الدفاع عن ألوان بلدها.
من تابع لقاءات منتخبنا الأولمبي ضد نظيره الكونغولي سواء خلال الذهاب أو الإياب، يمكن له أن يخرج بعدة استنتاجات وقراءات، لكن لا يختلف اثنان في كون عناصرنا الوطنية ينقصها بعض اللاعبين للظهور بالمستوى الجيد.
حقيقة لقد عادت نتيجة التأهل لصالح منتخبنا الأولمبي، وإن كانت المحطة مهمة في مثل هذه الاقصائيات فإن الأمر يفرض علينا ملامسة المسار الذي سلكناه في سبيل التأهل والذي لم يكن سهل المنال ولم يتأت إلا باصطياد هدف التعادل في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، وهنا لابد من التساؤل عن كيفية مناقشة المباريات القوية بدور المجموعات وهل سنكتفي بنفس الإيقاع وبنفس الخطة ونفس اللاعبين، وبنفس الطريقة التي حضرت معها الأخطاء في التمريرات؟ وهل سنكتفي بنفس الأدوات وننتظر حتى يبتسم لنا الحظ في آخر الدقائق لنزور الشباك عن طريق اللاعب المسفيوي حمد الله الذي لم تقنع عطاءاته المدرب الوطني سابقا.
ومن بين الأسئلة الأخرى التي كانت وليدة مواجهتنا خلال هذا الدور أمام منتخب الكونغو، كيف بات ينظر إلينا، أو بالأحرى يقيمنا الطرف الآخر، ونعني بوجه التحديد خصومنا بالمجموعة التي تفرزها القرعة.
الأكيد، أن عناصر المنتخب الوطني لم تظهر قناعات كبيرة رغم استماتة وصمود اللاعبين، لكن تدارك الأخطاء وإصلاحها كفيل بالذهاب بعيدا.
وأمام كل هذه المعطيات التي خلفتها مواجهتنا للمنتخب الكونغولي فإن المنطق يسمح لنا بالقول أن منتخبنا الأولمبي لن يعانق أولمبياد لندن 2012 إلا بإعادة ترتيب أوراق توجهنا ومنهجيتنا وحسن اختياراتنا وتوظيف ما نتوفر عليه من طاقات تقنية محلية ومحترفة لها من الامكانيات ما يقويها على أحقية الدفاع عن ألوان بلدها.
عن صحيفة " بيان اليوم"




مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: