مرض أو داء السيدا "متلازمة العوز المناعي المكتسب"

تعريف
متلازمة العوز المناعي المكتسب أو العمم (ويسمى أيضا بمرض فقدان المناعة المكتسب أو الـ ايدز أو سيدا) (بالإنجليزية: Acquired immune deficiency syndrome) هو مجموعة أمراض (متلازمة مرض ) يؤدي إلى التدمير التدريجي للمناعة المكتسبة في جسم الإنسان. ويجمع الأطباء والباحثون في العالم على أن مسبب مرض الإيدز هو فيروس Human Immunodeficiency Virus) HIV). ونتيجة لانهيار جهاز المناعة، يصبح المريض عرضة للإصابة بالأمراض الإنتهازية والسرطانات النادرة التي غالباً ما يستطيع الجسم السليم التغلب عليها.

تم تشخيص مرض الإيدز في باديء الأمر في ثمانينات القرن العشرين) بين المثليين ومتعاطي المخدرات الذين يتشاركون في الحقن غير المعقمة أثناء تعاطيهم للمخدّر. وفي تسعينيات القرن العشرين، أصبح مرض الإيدز وباءً عالمياً ويتصدّر المثليون قائمة المصابين بهذا المرض الخبيث إلا أن الرجال والنساء والأطفال قد نالوا حصّتهم من هذا المرض نتيجة انتقال العدوى.

يُعدّ مرض الإيدز من الأمراض التي لم يجد لها الطبّ الحديث علاجاً لها، وعادة ما يموت المصابون بمرض الإيدز بعد بضعة سنوات من تاريخ التشخيص. وعلى الرغم من توفر عقاقير قد تطيل من عمر المريض إلى عشرين سنة مع وجود فيروس الإيدز في جسم المصاب، إلاّ أن معظم المصابين في الدول الفقيرة لا يملكون سبل الحصول عليها أو لا يستطيعون تحمل تكلفتها. و تعاني العديد من هذة الأدوية من تطور مناعة الفيروس لها بحيث أنها تفقد تأثيرها.

تاريخ مرض أو داء السيدا
تعود البداية الرسمية لمرض الإيدز إلى 5 يونيو 1981، عندما قام المركز الأمريكي للتحكم بالأوبئة بنشر بيان صحفي يصف 5 حالات مرضية غريبة. وفي الشهر التالي، تم إشعار المركز الطبي عن حالة سرطان جلد غريبة لأحد المرضى.

لم تكن الحالات المرضية التي أُبلغ بها المركز الطبي غير معروفة ولكن علاقتها الغريبة برجال مثليين والنقص الشديد لعدد كريات الدم البيضاء في دم المصابين وموتهم بعد بضعة أشهر من التشخيص أثار تساؤلات عديدة.

ولتصادف ظهور المرض الغريب بالرجال المثليين، أطلق عليه الأطباء اسم GRID (إنعدام المناعة المكتسبة لدى المثليين) ولكن ظهوره الملحوظ في المهاجرين من هايتي وكذلك النساء المثليات ومتعاطي المخدرات جعل التسمية الرسمية "ايدز" في 1982.


المفهوم الحديث للداء
فيروس "أتش آي في" HIV يرتبط برباط وثيق مع مرض شبيه بمرض الإيدز بين القرود ويعتقد الأطباء ان الفيروس أنتقل بصورة ما من القرود إلى الإنسان في مطلع القرن العشرين. وتشير الدراسات ان المرض أنتشر في بداية الأمر في أفريقيا الغربية. [بحاجة لمصدر] وتفيد السجلّات الطبية إلى أول حالة إصابة بفيروس "أتش آي في" تعود إلى عام 1959 لبحار إنجليزي تمت إصابته بالفيروس من جمهورية الكونغو. وفي عام 1969، قضى رجل أمريكي نحبهُ وكانت تقارير تحليل الدم تشير إلى إصابته بفيروس الإيدز إضافةً إلى بحّار نرويجي في عام 1976.

في الوقت الحالي، تعمل الإتصالات الجنسية الخارجة عن قفص الزوجية والتي تمارس بدون وقاية ذكرية على سرعة انتشار المرض من المصابين إلى الأصحاء. وكم من زوجة أُصيبت بمرض الإيدز نتيجة الممارسات الجنسية للزوج مع نساء أُخريات بل وانتقال المرض الى الأطفال في أجنّة امهاتهم في حالة حدوث حمل أثر معاشرة زوجية بين أزواج مصاب أحدهم بفيروس الإيدز. ويقوم نقل الدم من شخص مصاب بمرض الإيدز إلى شخص سليم بالإصابة الحتمية بمرض الإيدز. لذا، تحرص بنوك الدم على التحقق من عدم اصابة المتبرعين بالدم بفيروس الإيدز قبل قبول دماء المتبرعين.


أعراض و علاج مرض السيدا أو الإيدز
يتم انتقال العدوي عن طريق بعض سوائل الجسم كالدم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية. ويهاجم فيروس الإيدز كريات الدم البيضاء ويعمل على تقليص عدد كريات الدم البيضاء في الجسم. تجدر الإشارة ان كريات الدم البيضاء مسؤولة عن مقاومة الإلتهابات والقضاء على الخلايا السرطانية في الجسم، وقلّة عددها في الدم، يجعل جسم الإنسان عرضة لشتّى أنواع الإلتهابات والسرطانات التي بامكان الجسم العادي مقاومتها بشكل طبيعي.

علاج مرض الإيدز يشمل وسيلتين:

* الأولى هى مهاجمة الفيروس نفسه وبالتالي القضاء عليه.
* أما الثانية فهى تشمل تنشيط الجهاز المناعي للمريض، وكما ذكرنا في السابق فإن فيروس الإيدز يهاجم خلايا كرات الدم البيضاء والمعروفة باسم خلية(تي، T). وفي داخل هذه الخلية يفرز فيروس الإيدز أنزيماً يعرف باسم ترانسكريبتيز والذي يحول الخلية تي من وظيفتها الدفاعية إلى خلية مولدة لإنتاج الفيروس. وبالتالي فإيقاف المرض يعتمد على وسيلة فعالة لإيقاف عمل هذا الإنزيم مما يؤدي إلى عدم إصابة خلايا جديدة من خلايا تي بفيروس المرض.

وقد نشطت الأبحاث العلمية في كافة بلدان العالم ونجحت جزئياً لتحقيق هذا الهدف وهو إنتاج دواء لإيقاف عمل انزيم الفيروس إلا أنه يوجد به بعض العيوب والتي منها تأثيره السام على جسم المريض، والأبحاث ستظل مستمرة للمزيد من التجويد والتطوير لإنتاج الأدوية الفعالة والمختلفة بدورها في طريقة الأداء وذلك سواء في القضاء على فيروس الإيدز أو تقوية وتنشيط الجهاز المناعي للمريض.

ومن المفيد أن نذكر في هذا الصدد أنه هناك دراسات يقوم بها بعض العلماء على مجموعة من العقاقير المضادة للفيروسات، وهذه العقاقير تعمل بإسلوب مختلف عن أدوية الإيدز التقليدية حيث أن الدواء الحالي يوقف نمو فيروس الإيدز عندما يدخل خلية الجسم. ولكن العقاقير الجديدة ستمنع الفيروس من النفاذ إلى الخلية السليمة.


الايدز - السيدا في العالم العربي
لم يقتصر انتشار مرض الإيدز على العالم الغربي وقارة أفريقيا بل وشمل العالم العربي. وتعمد بعض الحكومات العربية عن عدم الإعلان عن الأرقام الرسمية لتفشّي هذا المرض لعلاقة هذا المرض بشكل مباشر بممارسات "غير أخلاقية" من وجهة نظر عدد من الدول العربية "المحافظة". فتفشّي مرض الإيدز يعبّر عن أمرين لاثالث لهما حسب وجهة النظر تلك، أوّلهما انتشار العلاقات الجنسية "غير الشرعية" التي تجرم قوانين عدة دول عربية ممارستها، وثانيهما "تفشي تعاطي والاتّجار" بالمخدّرات في المجتمع والتي تعاقب قوانين عربية عليها بغلظة قد تصل إلى عقوبة الإعدام في بعض الدول العربية.

ويبرر بعض المسلمون تفشّي مرض الإيدز نتيجة "الإبتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي التي تحرّم وبشدّة أياً من المسببات الرئيسية لمرض الإيدز كالزنا وتعاطي المخدّرات". ويأوّل المسلمون ان "اتّباع تعاليم الدين الإسلامي هو خير وقاية من مرض الإيدز، وإن انتشارهُ بين المجتمعات هو عقوبة إلهية أستناداً لحديث للنبي محمد: (لا تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا سلطت عليهم الأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم)".

عدد الأشخاص الحاملين للفيروس في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا (الدول العربية، إيران و إسرائيل) يتراوح بين 470 ألفاً إلى 730 ألفاً. بينما تبلغ نسبة الإنتشار بها على مستوي العالم 1.6%. أما عدد الحالات الجديدة التي سجلت عام 2003 ، فتقدر بما يتراوح بين 43 ألفا و67 ألفا. ويقدر عدد الوفيات في عام 2003 بـ 35 ألفاً إلى 50 ألفاً. وقد ساعدت الأوضاع المتردية في مناطق جنوب السودان إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار الفقر والبطالة والأمية وغياب الأنظمة الصحية، على انتشار المرض. و يعاني منه أكثر من ثلاثمائة مليون شخص في المناطق الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الكبرى. ويقدر عدد المصابين بالإيدز في جيبوتي بنحو 12 % من السكان البالغين، وتعتبر هذه النسبة الأعلى في المنطقة. ومصر من البلدان التي يوجد فيها انتشار بطيء للمرض والفيروس المسبب له. وفي الأردن في عام 2002 سجلت 1000 إصابة بفيروس HIV . وفي السعودية فإن مدينة جدة هي الأعلى[بحاجة لمصدر] في معدل الإصابات حيث تبلغ 41% من مجموع الإصابات . وفي العراق أنتنشر المرض عن طريق استيراد أحد عناصر الدم (factor-8) من فرنسا في الثمانينات من القرن الماضي، والذي يعطى للمصابين بالنزيف لسيولة الدم (هيموفيليا). وفي إيران يوجد في عام (2003)م 4237 حالة إيدز. وأكثرها بين المساجين المدمنين للمخدرات.

وتواجه البلدان العربية ثاني أعلى نسبة نمو في العالم من حيث حالات الإصابة بفيروس الإيدز [1].

[عدل] الإيدز في مصر

أول حالة إيدز تم إكتشافها في مصر في عام 1986 ومنذ هذا التاريخ حتى الآن هناك 2115 حالة مسجلة لدي وزارة الصحة وهناك تزايد في عدد الحالات المسجلة كل عام منذ 1990.

تقديرات منظمة الصحة العالمية و منظمة الأمم المتحدة للإيدز في مصر بنهاية عام 2003 ويعد السبب الرئيسي للإصابة في مصر هو الإتصال الجنسي بنسبة 64% ويليه نقل الدم بنسبه 31% اما نقل العدوى من الأم للطفل فلا يمثل أكثر من 1.5% [2]


تقرير عن السيدا الإيدز 2007

تعتبر السودان -حسب تقرير 2007- الاستثناء الأبرز في الشرق الأوسط, فهو به أكبر عدد من الإصابات، حيث تمثل العلاقات الجنسية غير الآمنة بين الجنسين العامل الأكثر أهمية وراء ارتفاع مخاطر العدوى.

وتعتبر جيبوتي أيضا من أكثر بلاد الإقليم العربية إصابة بعدوى الوباء (339 مصاباً لكل 100 ألف)، تتبعها عمان وقطر والبحرين والكويت، ثم تونس و المغرب.

وتمثل العلاقات الجنسية مدفوعة الثمن دون وقاية من العدوى عاملاً رئيساً في الانتشار الوبائي للفيروس، على نطاق الدول العربية كلها.

في حين يبقى التعرض لأدوات الحقن (الأبر) الملوثة أو استخدامها الطريق الأساسي لانتقال العدوى بفيروس نقص المناعة في أفغانستان وإيران وليبيا وتونس, كما يساهم الأمر نفسه (ربما بدرجة أدنى) في الحالات الوبائية بالجزائر و المغرب و سوريا.




مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: