الأمة العربية غير جاهزة لأي بديل بخلاف مجلس الأمن!!!


أكد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن بلاده لازالت تؤيد عقد قمة عربية طارئة بشأن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه ليس المهم مكان انعقاد هذه القمة.

وقال رئيس وزراء قطر: "أخشى ما أخشاه أن تنهي "إسرائيل" عدوانها، ثم نتمسك نحن بمحاولة تطبيق نصوص القرار الصادر عن مجلس الأمن على الجانب الفلسطيني".

وأعرب رئيس وزراء قطر الذي هو في الوقت نفسه وزير الخارجية القطري عن تشككه في حالة انعقاد قمة عربية أو اجتماع ثان لوزراء الخارجية العرب أن يكون هناك توافق في وجهات النظر بشأن الرسالة التي ستوجه للجانب "الإسرائيلي" وكذلك المطالب التي ستوضع أمام الطرف الفلسطيني.

وأضاف في تصريحات لقناة الجزيرة: "نحن لسنا مستعدين أن نذهب إلى الأمم المتحدة ونطلب تطبيق الفصل السابع، لأن إسرائيل فوق القانون الدولي والمنظمات الدولية تتفهم أية ممارسة تقدم عليها "إسرائيل"، وطالما أن الوضع العربي الحالي كما هو عليه فإن القرار العربي أصبح صعبًا، ولقد خوفنا الغرب بشأن احتمالات أن يتم استدعاء القادة العرب واحدًا بعد الثاني".

الأمة العربية غير جاهزة لأي بديل بخلاف مجلس الأمن:

وقال الشيخ حمد بن جاسم: "لقد كانت هناك صعوبات في مساعي العرب في مجلس الأمن، ولا أريد أن أعتبر صدور القرار الذي صدر انتصارًا أو غير انتصار، لأن "إسرائيل" لم تلتزم به وإن التزمت به في وقت من الأوقات بعد أن تكون قد حققت أجندتها، ولا أعتقد أن الأمة العربية الآن جاهزة لأي بديل من البدائل، وهناك بعض الأخوة في الأمة العربية شاركوا في تنفيذ حصار غزة لأهداف سياسية خاصة وتغليب فئة فلسطينية على حساب فئة فلسطينية أخرى، ونحن بهذا كحكام عرب اشتركنا في تنفيذ مخططات الغرب".

وأضاف وزير الخارجية القطري: "أنا صديق الغرب وليس عندي مانع في التعامل مع الغرب، لكن هذا الغرب لا يفهم إلا لغة المصالح فقط، وأعتقد أن وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا مع وزيرة الخارجية الأمريكية عبروا عن الموقف العربي الرسمي ككل".

وأردف: "الخلاف الفلسطيني الداخلي تم تأجيجه عربيًا ودوليًا، ولولا التدخل الخارجي لما اتسعت هوة الخلاف، فبعد وصول حماس إلى الأغلبية حصلوا على فرصة ورأينا إن كانوا أناسًا يريدون الإصلاح أم أنهم مجرد مجموعة مسلحين، ولكن للأسف منذ أول لحظة رفضت "إسرائيل" انتصار حماس وأيدتها أطراف عربية وبدأ حصار غزة للضغط على حماس، وظل الشعب الفلسطيني على مدار سنتين في حالة الجوع، ومن أجل دواعي الأمن الإسرائيلية يتم اتخاذ كل شيء ضد قطاع غزة لإبعاد حماس عن الحكم".

أطراف عربية وراء تأجيج النزاع الفلسطيني الداخلي:

وتابع الشيخ حمد: "الخلاف الفلسطيني الفلسطيني كان يمكن معالجته لولا أن تدخلت أطراف عربية للوساطة ولكن هذه الأطراف لم تكن محايدة، وكان الأولى بالطرف العربي أن يكون عادلاً ولا يغلب فئة على حساب فئة أخرى يعتبرها إرهابية، وتحركت أطراف عربية للقضاء على فئة فلسطينية بمختلف الأساليب".

وأردف: "الاجتماع الذي دعونا له لوزراء الخارجية العرب ليس التفافًا على الدور الذي تلعبه مصر، لأن مصر دورها هو الدور الأساسي بطبيعة الحال، ونحن نؤيد كل جهود القاهرة التي تؤدي إلى الوصول إلى تفاهم، لكن من المهم ألا نأتي غدًا بطرف وكأنه انتصر على طرف، ونبحث عن قوات لتنهي التوتر في غزة، لأن هذا لا ينهي الوضع المتأزم، وكان المطلوب أن تكون هناك تحركات مصرية تليق بثقلها وأهمية مكانتها، وما يمكن أن أقوله إن نجاح المبادرة المصرية الحالية مرتبط بقدرة المسئولين المصريين على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطياف في الساخة الفلسطينية".

وأدان رئيس وزراء قطر إصرار الحكومات العربية على التعامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية فحسب مع التجاهل الكامل لحركة حماس، مشيرًا إلى أن هناك تصورًا بأن مجرد التعامل مع حماس يعني إسقاط فكرة التعامل مع السلطة الفلسطينية، ولكن كل التحركات التي قامت بها السلطة الفلسطينية خلت من الصوت الذي يعبر عن غزة، وقال: "مشكلتنا الكبرى أننا نجعل السلطة هي الهدف الأوحد وتنبني السياسات على أساس هذا الهدف فقط".

وأضاف: لابد من تحرك سريع وفوري وليس حينما توافق إسرائيل وتكون قد أتمت ما تريد فعله في غزة، واستكملت شلال الدماء الذي تسفكه في قطاع غزة".

الدول العربية غير جاهزة للقتال على الإطلاق:

وامتدح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الجهود التي بذلتها تركيا منذ بدأ العدوان العسكري الصهيوني على غزة، وقال: "نحن نعرف أن هناك عجزًا عربيًا بسبب الخلافات واعتزاز كل طرف برأية، ولا يوجد انسجام داخلي يسفر عن موقف عربي واحد، وإن كانت حماس عندها أخطاء فلنحاسبها داخليًا، ولكن الآن علينا ألا نلوح بالحرب العربية ضد "إسرائيل" لأننا أناس نحب السلام ولن نتزحزح عنه، ولكن لابد من موقف عربي".

وطالب رئيس وزراء قطر بأن يحضر خالد مشعل، زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، إلى الجامعة العربية للتباحث معه بشأن مطالب حركة حماس، وقال: "إن إسرائيل تفرض بعض الشروط فلم لا يحق لحماس أن تفرض الشروط".

وأضاف: "لو اتفق العرب على قطع كل العلاقات مع إسرائيل فنحن سنتماشى مع هذا، ولكن الشرط أن يكون موقفًا جماعيًا بمصداقية، أما أن يتصور أحد أن قطر فقط هي التي ستضحي وتخسر علاقاتها بإسرائيل فهذا غير مقبول، ومن المهم ألا نكون عملاء للغير، لا نريد أن يكون هناك طرف عربي يبيع طرفًا عربيًا آخر".

وتابع الشيخ حمد: "الرئيس الفنزويلي طرد السفير الإسرائيلي لأنه يعادي أمريكا وهذا أمر يخصه، أما استدعاء بعض السفراء من جانب بعض الدول فهذا استخفاف بالشعوب، ولا نريد أن نضحك على شعوبنا، ونحن ندعو للسلام ولا ندعو للقتال مع "إسرائيل"، ولا أعتقد أن الدول العربية جاهزة للقتال ولا نحفز هذا أبدًا، والسؤال كيف نأتي بسوريا ولبنان وهناك دول عربية ترفض مجرد الحديث مع بعضها البعض".

وقال رئيس مجلس الوزراء القطري: "الشارع العربي لن يرحمنا كحكام".

وأضاف: "إسرائيل تريد الدول حولها في قمة الضعف حتى تنفرد بما تريد في المنطقة، وتبقى هي القوة الإقليمية الوحيدة، وما حدث في لبنان ليس المثال الجيد لهم، ويريدون تغيير هذا الأمر من خلال قطاع غزة".

واختتم بقوله: "المراد من جانب إسرائيل ألا تنتهي العملية الجارية في غزة إلا بعد كسر عظام الفلسطينيين، وكان الأولى علينا الآن أن ننحي أي خلاف مع حركة حماس لكيلا تحقق إسرائيل هدفها في تحقيق طرف معين، لأن الفشل في هذه الحالة سيكون فشلاً للعرب كلهم من الناحية الاستراتيجية".

وأضاف: "ليس المهم أننا كقطر نحل موضوعًا معينًا، ولسنا نريد أن نضع اسمنا على مانشيت وكل هدفنا هو وقف النزيف الجاري في غزة، المهم هو النية الصادقة في الوصول إلى حل مشرف ولا نضغط على الفلسطينيين لأن التاريخ لن يرحمنا".

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: