الخلافات بذات تدب في القيادة الصهيونية

نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية تحليلا اعده الصحافيان آفي ايزاخاروف و عاموس هاريل قالا فيه ان ضباط الجيش الاسرائيلي امتنعوا عن انتقاد الفرع التنفيذي لفشله في التوصل الى قرار بشأن مستقبل الحملة البرية في قطاع غزة. وكتبا "ان هذا الصمت كان نتيجة درس مباشر تعلمه الجيش الاسرائيلي من الحرب اللبنانية الثانية. غير ان كبار ضباط الجيش في اسرائيل لا يمكنهم أن يكتموا قلقهم تماما من احتمال ان يؤدي عدم الحسم الى تحمل اسرائيل تكاليف باهظة. فقد قال رئيس مجلس الامن القومي السابق الجنرال المتقاعد غيورا ايلاند "لا يمكن للجيش ان يستمر في هذا الوضع الى ما لا نهاية. نريد التوصل الى قرار: اما وقف اطلاق النار خلال يومين او ثلاثة ايام، او البدء بعملية عسكرية واسعة يمكن ان تستمر لاسبوعين على الاقل. فنحن ندور حول انفسنا منذ اسبوع ، وحان الوقت لاتخاذ قرار الان".

وتقول الصحيفة ان مشاعر الغضب والصراحة لدى ايلاند تنبع من ادراكه لعدم وجود تناغم بين الجيش الاسرائيلي من جهة والحكومة الاسرائيلية من جهة اخرى. وقد مضى على وجود قوات الجيش في غزة ثمانية ايام الان. وعلى ضوء الحقيقة من ان منطقة عملياتهم حول مدينة غزة تبدو صغيرة، فان مساحة المناورة امامهم تبدو محدودة.

ويشدد رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غابي أشكينازي باستمرار على قادة الوحدات القتالية بتغير مواقعهم والقيام بهجمات محددة الاهداف حتى لا تصبح القوات الاسرائيلية هدفا للمقاتلين الفلسطينيين. وتواجه القوات الاسرائيلية التي تقوم باعمال الدورية في محيط مخيم جباليا للاجئين مقاتلين يستخدمون تكتيكات مماثلة لما استخدمه "حزب الله" في جنوب لبنان.

من ناحية اخرى، فان الاحتياطي الذي استدعي بعد انطلاق الهجوم اكمل تدريبه في قاعدة عسكرية قريبة من غزة، وهم بانتظار التعليمات، ولا يمكن ابقاؤهم على أهبة الاستعداد الى الابد.

وعلى الجبهة الدبلوماسية، فقد تلقى الجيش الاسرائيلي قرار الامم المتحدة الذي يدعو الى وقف اطلاق النار في غزة من دون ان يكون مستعدا له. فقبل ساعات فقط من صدور القرار في نيويورك، قال احد المسؤولين الاسرائيليين الذي كان يغطي التطورات الدولية ان لدى الجيش الوقت الكافي قبل ان يكبل الضغط الدبلوماسي نطاق عملياته.

ومع العلم بان القرار الدولي غير ملزم، الا انه يشير الى بداية النهاية بالنسبة للهجوم الاسرائيلي، خاصة وانه لما يبق اكثر من تسعة ايام على موعد اداء الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما لليمين الدستورية.

وهناك قناعة لدى الكثير من الفلسطينيين، حسب قول الصحيفة الاسرائيلية، بان النصر الاسرائيلي قاب قوسين، الا ان ذلك يحتاج الى قرار اسرائيلي حاسم للاطاحة بـ"حماس". واذا امكن للجيش الاسرائيلي ان يتحكم بمواقع رمزية في قطاع غزة، فان ذلك سيضع نهاية لسيطرة "حماس" على المنطقة الساحلية. والعقارات المعنية تشمل قصر الرئاسة الفلسطيني والجامعة الاسلامية ومجمع السرايا الذي استخدمه حكام غزة كمقر رئيسي طوال القرن الماضي. وكل هذه تقع في ضاحية الرمال الثرية في الضاحية الغربية من مدينة غزة. الا ان الهجمات الاسرائيلية تركز حتى الان على الضاحية الشرقية منها.

ومن دون أي اعتبار للخسائر، فان هدف الجناح العسكري يظل البقاء واستمرار اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

ويمكن قول الكثير عن رئيس حاخامات الجيش الاسرائيلي الجنرال افيخاي رونسكي الذي تشتمل زياراته المتكررة للخطوط الامامية على نصائح دينية للجنود. وقد بارك مجموعة من قوات لواء غيفاتي الاسرائيلي قبل دخول قطاع غزة.

ويظل التساؤل قائما عما اذا كان هناك من يشرف على رسالة الحاخام التي يسلمها الى الجنود مسجلة على اجهزة تسجيل الموسيقى. ورغم ان احدا لم يرش الجنود بالماء المقدس او يسلمهم مفاتيح الجنة، الا ان علينا ان نتأكد من ان هذا لن يحدث في الحرب القادمة".

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: