اسرائيل تستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط والمقاومة تكبدها خسائر

اسرائيل تستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط والمقاومة تكبدها خسائر

وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها البري الذي بدأته الليلة الماضية على قطاع غزة وشرعت في التقدم تجاه المناطق المأهولة بالسكان في مناطق شمال القطاع وفق ما نقله مراسل الجزيرة إلياس كرام عن مصادر عسكرية إسرائيلية.

وأشار المراسل إلى أن القوات الإسرائيلية المتوغلة شنت حملة اعتقالات في مناطق متفرقة دخلتها، وأقامت معسكرات اعتقال على تخوم القطاع، دون معرفة ما إذا كانت هذه الاعتقالات في صفوف المدنيين أو المقاومة.

وأوضح أن الهدف من الاعتقالات هو استسقاء المعلومات عن تحصينات المقاومة أو استعداداتها.

وفي سياق توسيع عملية الاحتلال البرية، أشار مراسل الجزيرة سمير أبو شمالة نقلا عن شهود عيان في جنوب القطاع إلى حشود للاحتلال في محيط معابر كيسوفيم وكرم أبو سالم وصوفا جنوب رفح، في مؤشر على استعدادات للتوغل في تلك المنطقة بعد قصف الطريق الرئيسية ومواصلة طائرات الاستطلاع تحليقها بكثافة في سماء المنطقة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال إن العملية العسكرية على غزة ليست سهلة وقد تشهد توسيعا إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

وأكد باراك بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الأحد أن هذه العملية ستحمل كثيرا من "المفاجآت والاختبارات"، مضيفا أن "الامتحان الحقيقي لا يجري هنا في مدينة تل أبيب ولكن هناك في قطاع غزة".

جاء ذلك في وقت صادقت فيه الحكومة الإسرائيلية على استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، لدعم الهجوم البري على القطاع.

وتأتي هذه التطورات فيما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن مزيدا من الجرحى من الجنود سقطوا الأحد خلال العملية البرية.

واعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده في العمليات البرية، كما أكد مصدر عسكري إسرائيلي أن معارك ضارية تدور بين قوات الجيش المتوغلة في القطاع وبين المسلحين الفلسطينيين وأن عددا آخر من الجنود قد أصيب بجروح منذ صباح الأحد.

وسبق ذلك اعتراف الاحتلال بجرح 30 جنديا -بينهم اثنان في حالة خطرة- خلال معارك الليلة الماضية مع مقاومين فلسطينيين، وبثت الصور الأولى التلفزيونية للجرحى وهم ينقلون للمستشفيات.

وفي الإطار العسكري يبدو أن الدبابات الإسرائيلية تريد فصل وسط القطاع عن بقيته، حيث تمركزت على مفترق نتساريم.

وكان مراسل الجزيرة أكد أن العمليات البرية التي انطلقت ليلة أمس تتركز على ثلاثة محاور أساسية بهدف تمزيق القطاع إلى ثلاث مناطق، وعزل شماله عن جنوبه لمحاصرة المنطقة الوسطى.

ومن ناحيته قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال للجزيرة إن المقاومة في غزة قتلت 11 جنديا إسرائيليا منذ مساء السبت بينهم قائد وحدة برتبة عقيد، كما أوقعت أكثر من 48 جريحا في صفوف قوات الاحتلال.

وجدد نزال رفض حماس وقف إطلاق الصواريخ.

وكان المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أكد أن المقاومة تتصدى بقوة للتوغل البري في قطاع غزة.

وقال إن خمسة إسرائيليين سقطوا قتلى، كما جرح 20 آخرون منهم في الساعات الأولى من الاشتباكات في القطاع.

وأكد الناطق وجود مقاومة فلسطينية وصفها بالشرسة والعنيفة للقوات الإسرائيلية؛ وقال إن الساعات القادمة ستحمل مفاجآت ميدانية.

وبشأن الجندي الإسرائيلي الذي تواترت الأنباء حول أسره، لم يؤكد أبو عبيدة الخبر أو ينفه، ولكنه قال "نعدكم بتضاعف أصدقاء (الأسير الإسرائيلي لدى حماس جلعاد) شاليط إذا استمر العدوان".

وكان تلفزيون الأقصى المقرب من حماس قال إن الحركة أسرت جنديين إسرائيليين خلال المعارك. لكن جيش الاحتلال نفى ذلك قائلا إنه لا يعلم بأسر أي من جنوده، حسب رويترز.

ومن ناحيته، قال أبو أحمد، الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن الجيش الإسرائيلي تكبد خسائر جسيمة في صفوفه, وإن المقاومة مستبسلة في تصديها للغزو البري.

وقد أعلنت كتائب القسام -في بيانات منفصلة وصلت للجزيرة نت- عدة عمليات ضد قوات الاحتلال أهمها قصف بالصواريخ لقاعدة تسليم العسكرية لأول مرة -وهي أكبر قاعدة برية جنوبي إسرائيل- وقصف مدينة أسدود وقاعدة زيكيم العسكرية ومستوطنة سديروت.

وقال مراسل الجزيرة إن قصف سديروت أسفر عن وقوع جرحى، وقنص جنديين إسرائيليين على جبل الكاشف شرق جباليا.

كما أعلنت عدد من الفصائل عمليات أخرى، فقد أعلنت سرايا القدس أنها دمرت دبابة إسرائيلية جنوب مدينة غزة بعبوة ناسفة، كما قالت كتائب الأقصى التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) إن مضاداتها الأرضية أصابت مروحية إسرائيلية في سماء غزة، وأعلنت كذلك كتائب القسام إصابة مروحية للاحتلال.

وقال جيش الاحتلال إن نحو 25 صاروخا أطلق على إسرائيل الأحد.

وقالت مصادر طبية إن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الغزو الإسرائيلي البري مساء أمس، وصلت إلى أكثر من 50 شهيدا بينهم 12 طفلاً وثلاث نساء، وجرح أكثر من 250 آخرين.

وهو ما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان قبل تسعة أيام إلى 509 شهداء وأكثر من 2450 جريحا. وفي السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن هناك صعوبات بالغة تواجهها الأطقم الطبية لإغاثة الجرحى، مشيرا إلى سقوط ثلاثة مسعفين في غارات جنوبي مدينة غزة.

وأكدت مصادر فلسطينية استشهاد 14 فلسطينياً جراء قصف مدفعي استهدف منازل المواطنين والأحياء السكنية شرق غزة بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، ومنهم أربعة فقط من النشطاء الفلسطينيين.

وذكرت المصادر أن 12 فلسطينياً استشهدوا جراء قصف شمال القطاع بينهم تسعة استشهدوا دفعة واحدة بعدما قصفت الدبابات الإسرائيلية تجمعاً للمواطنين بالقرب من مدرسة أبو عبيدة بن الجراح في بيت لاهيا شمالي القطاع.

وفي رفح جنوب القطاع استشهد خمسة فلسطينيين، هم أب وأنجاله الثلاثة منهم طفلان وأحد أقاربهم، بعدما قصفتهم الطائرات وهم يكسرون الحطب أمام منزلهم في حي الشوكة شرق المدينة. وفي وقت لاحق استشهد فلسطيني آخر بعد استهدافه في منطقة موراج.

واستشهد ناشط في خان يونس وطفل وأصيب آخران بجروح خطيرة، جراء غارة جوية وقصف بالرشاشات من الدبابات الإسرائيلية

كما أعلنت سرايا القدس الجناح سقوط شهيدين من وحدتها الصاروخية، كما انتشل شهيدان من حي الزيتون شرقي مدينة غزة.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: