اللوبي اليهودي في النرويج يطارد الدبلوماسية النرويجية ترينا ليننغ

تتصاعد هذه الأيام قضية الدبلوماسية النرويجية والسكرتيرة الأولى في السفارة لدى السعودية بالرياض "ترينا ليننغ"، على خلفية أرسالها صورا ورسائل إلكترونية لأصدقائها ومعارفها في النرويج، نقلت فيها مشاهد من الهجوم الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى تشبيه الإسرائيلين بالنازيين.

حساسية اليهود تجاه هذه المسمى، تفجرت إلى حملات صحافية قادتها بعض الصحف الإسرائيلية والنرويجية، قبل ان تتحول إلى خطاب رسمي تبنته بعض المؤسسات الحكومية في أوسلو، بدأها مطالبات عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان النرويجي الحزب التقدمي المعارض والمؤيد لإسرائيل بتبني قضية طرد ترينا ليننغ السكرتيرة الأولى للسفارة النرويجية بالرياضمن من وظيفتها.
حيث نشرت صحيفة "جوريسلم بوست" الإسرائيلية قبل ايام بريدا الكترونياً، صدر عن "السكرتير الاداري" في السفارة النرويجية بالرياض أرسله لعدة جهات، ويحتوي على صور تشبه الإسرائيليين بالنازيين.

هذه المطالبات وصلت إلى إسرائيل، لتطالب بعد ذلك الحكومة النرويجية بالتدخل وإتخاذ بعض الإجراءات تجاه ليينج، وهو ما فتح النار من جديد داخل الأوساط النرويجية، لينقسم المجتمع والإعلام النرويجي مابين مؤيد ومعارض لهذا التدخل، ويرى المعارضون لهذا التدخل بأنه ليس من حق الإسرائيليين التدخل في هذه الشؤون الداخلية، بغض النظر عن تأييدهم او رفضهم لما يفعله الجنود الإسرائيليين في غزة.

تواصل الضغوط الإسرائيلية واللوبي الصهيوني في النرويج الذي يعتبر من أقوى اللوبيات في الدول الإسكندنافية، أدى إلى حذف كل المعلومات الشخصية المتعلقة بليننغ من المواقع الإلكترونية، وحذفه أيضاً من الموقع الرسمي لجامعة أوسلو إلتي كانت تعمل فيها كعضو لهيئة التدريس في تخصص العلوم السياسية قبل إلتحاقها بالسفارة، وجاء ذلك مع تصريحات رسمية من مصادر في وزارة الخارجية، تفيد بأن ترينا ليننغ لا تنتمي إلى أي حزب سياسي ولم تمارس خلال حياتها أي نشاط سياسي.

الإعلام والمجتمع السعودي تابع هذه القضية عن قرب، إذ تناولت الصحف المحلية تداعيات القضية من البدء، التي إنتقلت إلى الشارع وإلى أحاديث المجالس، حيث نقلت جريدة الوطن السعودية، عن نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان، الدكتور صالح الخثلان، مطالبته لمنظمات المجتمع المدني في العالم وفي النرويج والعالم العربي خاصة بالدفاع عن "ترينا" أمام الضغوط الإسرائيلية التي تواجهها، والتي أكد أنها "ضغوط تناقض أساسيات حرية التعبير".

وذكر الخثلان بأنه قد اطلع على تعليق وزارة الخارجية النرويجية على موقف الموظفة وأنه كان تعبيراً عن وجهة نظرها الشخصية وليست بصفتها الدبلوماسية، وهذا حق من حقوقها كإنسان تعبر عن موقفها تجاه ما حدث في غزة، وشدد على أن هذا حق تعبير عن رأي ولا يفترض وصول القضية إلى حد تحرك دولة إسرائيل بشكل غير قانوني ومخالف لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية من حق الإنسان في التعبير عن الرأي".

الهيئات الحقوقية داخل السعودية طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لدعم الموظفة كشخص وكإنسان حاول أن يعبر عن رأيه حول ما شاهده من مجازر وجرائم، كما أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وصفت بعض ما قامت به إسرائيل بأنه يحمل أركان جريمة الحرب وأكثر من جهة من بينها دول أوروبية تبحث الآن عن آليات لمقاضاة بعض المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم المرتكبة وأنها تعد جرائم حرب ".
"

هذه القضية حركت الناشطيين داخل النرويج، حيث نقلت وسائل الإعلام النرويجية عبر أحد الصحف المحلية، لقاء مع مريام بيرغ أبراهامسن الناشطة في مجال محاربة العنصرية، حيث أبدت رفضها التام لمساندة دولة إسرائيل، كما طالبت بوجوب التقريق بين إسرائيل كدولة واليهود، فهي يهودية وليست إسرائيلة على حد قولها، ودعت يهود العالم لوقف دعمهم لإسرائيل.

وفي السياق ذاته أثار كتاب"إحداث الفروق"، الذي صدر مؤخراً لوزير الخارجية "يوناس غار ستوره"، موجة أخرى من الضغوط، لكونه صدر عن سياسي يتحدث فيه عن معاناة الفلسيطيين، ومشاهدات حية أثناء زيارة قام بها لإسرائيل، كما شبه ما يحدث الآن بما قبل محرقة اليهود على يد الألمان، ونقل في كتابه ما قرأه جدران البيوت من عبارات تطالب بخنق الفلسطينيين، بالإضافة إلى تمييز المحلات التجارية التي تخص العرب عن غيرها لكي يتعرف عليها اليهود.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: