روبرت فيسك : صمت الغرب على المذابح التي ترتكبها إسرائيل هو تورط قوي ومشاركة لإسرائيل في عدوانها..

صمت الغرب على المذابح التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة منذ 11 يوما وكان آخرها مذبحة مدرسة الفاخورة، التي أسقطت 43 شهيدا - هو تورط قوي ومشاركة لإسرائيل في عدوانها.. هذا هو ما خلص إليه الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقاله المنشور في صحيفة الإندبندنت اليوم الأربعاء.

ويقول فيسك في مقاله: إن "العديد من القادة والرؤساء ورؤساء الوزراء في الغرب يبيعون الكذبة القديمة، والتي تقول إن إسرائيل تتخذ الكثير من الحذر لتجنب سقوط ضحايا مدنيين"، مشيرًا إلى أن الصور تبين فعلا أنها كذبة.

واعتبر أن "كل رئيس دولة أو رئيس وزراء يردد هذه الكذبة يمنع وقف إطلاق النار، ويحمل في يديه دماء ما حدث طيلة العدوان وخاصة مجزرة الأمس"، في إشارة إلى قصف مدرسة الفاخورة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في مخيم جباليا للاجئين في غزة، والتي خلفت ما لا يقل عن 43 شهيدا وعشرات الجرحى، وأعادت للذاكرة مذبحة قانا الأولى عام 1996 التي ارتكبتها إسرائيل ضد إحدى المدارس التابعة للأمم المتحدة في لبنان.

وقال فيسك: "لو كانت لدى الرئيس الأمريكي جورج بوش الشجاعة، لكان قد طلب وقفًا فوريًّا لإطلاق النار قبل 48 ساعة من وقوع تلك المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 40 مدنيًّا غالبيتهم أطفال".

وبنبرة المتعجب قال الكاتب البريطاني: "قتل حماس لعشرة إسرائيليين على مدار سنوات يُوصف بالجريمة ضد الإنسانية، أما قتل أكثر من 700 شخص بينهم الكثير من النساء والأطفال فهو دفاع عن النفس".

وأضاف فيسك أن "إسرائيل تدعي أنها تحارب من أجلنا نحن الغرب ومن أجل حماية قيمنا والحفاظ على أمننا.. هذا معناه أننا مشتركون في تلك الوحشية التي تحدث في غزة وأودت بحياة المئات وجرح الآلاف".

ودخل الهجوم على غزة يومه الثاني عشر مخلفًا 680 شهيدا، نصفهم من النساء والأطفال، فيما جُرح ما يزيد على ثلاثة آلاف فلسطيني.

ليست مفاجأة

واعتبر فيسك أن "ما تقوم به إسرائيل منذ بداية الهجوم على القطاع الذي ظل محاصرًا طيلة 18 شهرًا، حتى نفذ كل ما لديه من وسائل للعيش، يجب ألا يكون مفاجأة لأحد على الإطلاق، متعجبًا من أولئك الذين بدا من كلامهم أن إسرائيل فعلت شيئًا غريبًا أو جديدًا".

وقال: إن "إسرائيل لم تفعل شيئًا فريدًا، لكنها أعادت فتح أبواب الجحيم، الذي اعتادت فتحه مرارًا، مرة أخرى على الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن التاريخ مليء بمثل ما يحدث الآن وشاهد على وحشية إسرائيل.

وبمزيد من الإيضاح من التاريخ، تابع: "لقد قُتل أكثر من 17 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وقُتل ألف و700 فلسطيني في مخيمات صبرا وشاتيلا، ومذبحة قانا عام 1996، وغيرها من الهجمات الإسرائيلية".
وعاد ليكرر وصفًا دأب على ذكره في كل مقالاته منذ بدء العدوان على القطاع "ما يحدث في غزة ليس مجرد شيء مخجل، لكنه خزي وعار ينال الجميع".

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: