تباين و جهات نظر صحف إسرائيلية حول الحرب على غزة و الوضع الانساني بها و صورة اسرائيل الاخلاقية في العالم

حملت افتتاحيات الصحف الاسرائيلية لغة قوية ضد حماس، كما انتقدت الجيش الاسرائيلي معتبرة أنه تأخر في عمليته العسكرية وتأخر في حماية المدنيين الاسرائيليين، وبينما دعا بعضها لـ"تحرير الجنوب الاسرائيلي" من تهديد حماس، ذهبت أخرى إلى حد اعتبار من "يرحم فلسطينيي غزة هو مناصر لهم"، فيما برزت مواقف خجولة داعية لوقف الحرب واللجوء للحل الديبلوماسي في صحيفة "هآرتس".

حرب على "حماسستان"

وفي افتتاحيتها صبت صحيفة "جيروزالم بوست" غضبها لأن القصف الجوي الذي استمر أياما لم ينجح بعد في إسكات صواريخ حماس التي لا تزال تهدد حياة 800 ألف اسرائيلي، وأيدت الصحيفة ما قاله رئيس الحكومة أولمرت بأن حكومته استنفذت كل فرص التهدئة، مشيرة إلى أن غزة تحولت إلى "حماسستان"، وأن صواريخ حركة المقاومة الإسلامية صارت تهدد مناطق كبيرة في اسرائيل. وعبرت عن انتقادها للجيش لأنه تأخر بوقف قوة الحركة فيما كانت حياة الاسرائيليين تتعرض للخطر.

وأملت الصحيفة أن تؤدي العملية البرية في غزة إلى تحرير جنوب اسرائيل من تهديد صواريخ حماس، والقضاء على "الإرهاب الاسلامي المتمثل فيها"، بحيث تكون "عبرة لأعداء الدولة التي تفكر مرة واثنتين وثلاثا قبل الدخول في حرب من أجل حماية مواطنيها"، على حد قول الصحيفة.

يشار إلى أن صحيفة "جيروزالم بوست" بدأت تحت اسم "فلسطين بوست" عام 1932 وتحولت من يسارية إلى يمينية، وهي أول صحيفة تعلن خبر إنشاء دولة اسرائيل عام 1948.

هآرتس: تشوهت صورتنا

من جهتها، شككت صحيفة "هآرتس"- في افتتاحيتها- في احتمال أن تحقق إسرائيل كامل أهدافها المعلنة من الهجوم على غزة مشيرة إلى أن العملية الإسرائيلية الأخيرة ضد حماس أدت إلى تشويه صورة الدولة اليهودية.

وقالت الصحيفة إن "هناك من يعتقد أن الحملة البرية في غزة سوف تطارد قادة حماس بيتا تلو الأخر، وتقضي على الحلم اللبناني في غزة، وتعيد غزة إلى سلطة فتح" داعية إلى "إيقاف هذا الحلم قبل أن يتحول إلى كابوس".

وقالت إن "أصحاب هذا الحلم في اسرائيل تأثروا بخطاب بوش الذي اعتبر حرب اسرائيل حربا على الارهاب".

وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن المشكلة في الحرب الدائرة الآن في غزة ليست في السؤال عن شرعيتها وإنما في السؤال عن جدواها بعد أن أدت لتزايد شرعية حماس.

ودعت "هآرتس" الحكومة للأخذ بمبادرات التهدئة الفرنسية أو القادمة من الأمم المتحدة والتي تساعد على إدخال الاغذية والدواء والانتقال من الحرب إلى الديبلوماسية.

وفي مقال رأي نشرته الصحيفة للكاتب "جدعون ليفي" استعرض فيه مشهد الجثث والقتل في غزة، وقال فيه إنه حتى مفكري اسرائيل ومثقفيها فشلوا في التعبير عن الأزمة ودعوا لايقاف إطلاق النار ولكنهم لم يتحدثوا عن الصورة الاخلاقية لاسرائيل والتي تدمرت بشكل فظيع.

ويضيف "نحن في اسرائيل نقول هم منظمة إرهابية ونحن لا، هم يريدون تدميرنا ونحن نريد السلام.. وليس هناك بعد أي شيء ليوقف أنبوب الدم هذا". وانتقد غياب موقف المثقفين والفنانين ضد القتل في غزة.

"لا ترحموا الفلسطينيين"

وأما مقالات الرأي في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فجاءت داعمة لمواصلة غزو غزة واعتبر أحد كتابها في مقال تحت عنوان "لا ترحموا الفلسطينيين" إن الناس في العالم ابدوا تعاطفا ورحمة تجاه القتلى والجرحى في غزة، معتبرا أنها ردة فعل عاطفية ولكنها غير عقلانية أو أخلاقية، مشيرا إلى أهل غزة بإمكانهم أن يرحموا أنفسهم ويحددوا مصيرهم بأيديهم عن طريق استئصال التواجد السرطاني لحركة حماس بينهم.

وقال إن الفلسطينيين يريدون دولة لهم وهذا يحتاج العمل والتخلص من حماس وليس النحيب واسرائيل بنت دولتها بالعمل وليس النحيب.

وفي مقال آخر انتقد كاتب قول الحكومة إنها تقوم بعملية عسكرية بينما القصف منذ ثمانية أيام وهناك خسائر في الجانبين، معتبرا أن ما يجري هو حرب فعلية، وهي الحرب الثامنة لاسرائيل.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: