الحاخام مايكل ليرنر رئيس تحرير مجلة "تيكون" في "التايمز": يحطم قلبي أن أرى غباء إسرائيل

كتب الحاخام مايكل ليرنر رئيس تحرير مجلة "تيكون" مقالا في "التايمز" بعنوان "يحطم قلبي أن أرى غباء إسرائيل".

يبدأ الحاخام ليرنر مقاله بالقول إن "محاولة اسرائيل القضاء على حماس مفهومة لكنها غبية".

ويضيف أن أي دولة في العالم يمكنها أن تتفهم دوافع اسرائيل لوقف انطلاق الصواريخ لكن حجم رد الفعل أمر مهم، فقتل 500 فلسطيني وجرح 2000 شئ لا يتناسب مع هذا الفعل و"حماس يمكن أن تُؤذي لكنها لا يمكن أن تُشكل تهديدا لوجود اسرائيل". ويمضي قائلا "إذا كانت هجمات حماس العشوائية ضد المراكز المأهولة بالسكان جريمة ضد الانسانية كذلك قتل اسرائيل للمدنيين".

ويقول الكاتب إن حماس أبدت استعدادها لقبول خطة السلام السعودية باستثناء الاعتراف باسرائيل. ويتساءل: ما هو المخرج من هذا الوضع؟

يجيب الحاخام بتقديم خطة تفصيلية مكونة من عناصر محددة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين الاسرائيليين بشكل دائم كما يتصور. هذه الخطة تشمل البنود التالية:

توقف حماس اطلاق الصواريخ وكل أشكال العنف من الضفة الغربية أو من غزة، وأن يتوقف اطلاق النار باشراف الأمم المتحدة وتضمنه امريكا للطرفين، على أن تسجن حماس كل من يخالف وقف اطلاق النار من جانبها.

توقف اسرائيل القصف واغتيال القيادات وكل أشكال العنف الموجهة ضد النشطاء والمسلحين في الضفة وغزة، وتستخدم قوة جيشها في منع أي هجمات مسلحة ضد الفلسطينيين.

تفتح اسرائيل حدودها مع قطاع غزة وتسمح بالانتقال الحر من وإلى إسرائيل، مع حق التفتيش بحثا عن الأسلحة فقط. وتسمح اسرائيل بدخول ونقل الأغذية والوقود والكهرباء والمياه والغاز والبضائع الاستهلاكية بكل الطرق ، برا وبحرا وجوا.

تفرج اسرائيل عن كل المعتقلين الفلسطينيين في سجونها وتسمح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية أو غزة حسب اختيارهم مقابل اطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط وأي محتجزين آخرين.

يدعو الطرفان قوة دولية لمراقبة تطبيق هذا الاتفاق.

يتفق الطرفان على انهاء كل أشكال التحريض والحض على العنف من خلال وسائل التعليم والاعلام والمساجد.

يسري وقف اطلاق النار لمدة 20 عاما، على أن يتفق الناتو وامريكا والامم المتحدة على فرض تطبيق هذا الاتفاق، وفرض عقوبات صارمة في حالة مخالفته.

ويقول الحاخام إن هذه الخطوات ستكفل عزل معظم العناصر المتطرفة من كلا الجانبين، وتجعل من السهل بعد ذلك اجراء مفاوضات بشأن الحدود النهائية وغير ذلك من القضايا الرئيسية.

غير أن الحاخام يستدرك فيقول إنه يتعين على اسرائيل "باعتبارها القوة العسكرية المتفوقة أن تبدأ الخطوات الأولى، بأن تطبق خطة شبيهة بمشروع مارشال في غزة والضفة الغربية، لإنهاء الفقر والبطالة وإعادة بناء البنية التحتية وتشجيع الاستثمار وتفكيك المستوطنات أو جعل المستوطنين مواطنين في الدولة الفلسطينية، والسماح بعودة 30 ألف فلسطيني سنويا إلى اسرائيل لمدة الثلاثين عاما القادمة، وأن تعتذر عن دورها في طرد هؤلاء عام 1948، وأن تعرض تنسيق الجهود الدولية من أجل تقديم تعويضات دولية عن كل خسائر الفلسطينيين خلال فترة الاحتلال، وأن تعترف بالدولة الفلسطينية في اطار حدود سبق أن تحديدها بالفعل في اتفاق جنيف عام 2003.

ويضيف الحاخام أن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتحقق من خلالها الأمن لإسرائيل".

ويدعو الحاخام إدارة الرئيس الأمريكي القادم باراك أوباما بتبني استراتيجية تقوم، ليس على التفوق العسكري أو الاقتصادي، بل على السخاء والاهتمام بالآخرين.. "واذا أمكن أن تصبح هذه الطريقة في التفكير جزءا بارزا في السياسة الأمريكية سيكون لها تأثير كبير في القضاء على الحذر والتخوف لدى الاسرائيليين الذين مازالوا ينظرون إلى العالم من خلال الهولوكوست.. ".



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: