بان كي مون تجنّب إدانة القصف الصهيوني لمدارس الأمم المتحدة في غزة

اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بانتقاد قصف المدارس التابعة للمنظمة الدولية في قطاع غزة، حيث سقط فيها قرابة خمسين شهيداً وعشرات الجرحى خلال يوم واحد، دون القول إنّ ذلك تم على يد الجيش الصهيوني.

وإزاء قصف القوات الصهيونية مدارس الأمم المتحدة في قطاع غزة، ووقوع مجزرة مروعة فيها الثلاثاء، اكتفى بان كي مون بالقول إنّ هذه الهجمات "غير مقبولة على الإطلاق ويتعيّن عدم تكرارها"، دون إيراد أي تعبيرات تفيد الإدانة أو الشجب، أو ما يشير إلى دور القوات الصهيونية، التي تحدث عنها في السياق لاحقاً.

وقد جاءت هذه التعبيرات في مداخلة بان كي مون، في جلسة مجلس الأمن المنعقدة ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، وكذلك في بيان صادر عنه بهذا الشأن، أعرب فيه عن استيائه العميق إزاء "المآسي" المتمثلة في قصف تعرضت له مدارس تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، كما قال.

كما لم يأت بان كي مون في مداخلته أو بيانه، على الإشارة إلى مقتل موظفين تابعين للأمم المتحدة في قطاع غزة، بنيران القوات الصهيونية خلال الأيام الماضية، رغم أنه تحدث إلى موظفي الأمم المتحدة بشكل داخلي قبل أيام، معرباً عن تضامنه مع زملائهم الواقعين تحت القصف الصهيوني في قطاع غزة والذي أدى إلى مقتل بعضهم.

وقال المسؤول الدولي الأبرز إنه بانتظار تأكيد كامل لتفاصيل ما جرى في وقائع قصف المدارس، لكنه أكد أنّ الأمم المتحدة أبلغت السلطات الصهيونية بمواقع جميع منشآتها في غزة وأن الجيش الصهيوني على علم بتلك الأماكن.

وأضاف بان كي مون أنّ المدارس الثلاث التي استهدفها القصف وما يزيد عن عشرين مدرسة أخرى تؤوي أكثر من خمسة عشر ألف فلسطيني ممن دُمِّرت منازلهم أو "من الفارين من العنف". وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنّ المقيمين في تلك المواقع كانوا يبحثون عن ملجأ آمن في مدارس الأنروا إذ لا يوجد لديهم ملاذ آخر ولعدم قدرتهم على الفرار من قطاع غزة.

وكان لافتاً أنّ بان كي مون أعرب عن رفضه "للأفعال التي يقوم بها المسلحون وتهدد سلامة المدنيين الفلسطينيين"، في إشارة إدانة إلى المقاومة الفلسطينية.

وكان بان كي مون قد ولج إلى قاعة مجلس الأمن الدولي، ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، مبدياً ترحيبه بالسفيرة الصهيونية لدى الأمم المتحدة، غابرييلا شاليف، وأبدى تحيته لها بحرارة ملحوظة، قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن التي أدارها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذي ترأس بلاده المجلس حالياً. وفي مداخلته بمجلس الأمن، تحدّث بان كي مون عن رفضه لإطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية، قبل حديثه عن الحرب التي يشنها الجيش الصهيوني على قطاع غزة، والتي أوقعت قرابة سبعمائة شهيد أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.

وقد أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في وقت لاحق، من يوم الأربعاء، أنّ تحقيقاتها تؤكد بطلان الادعاءات الصهيونية عن وجود مسلّحين فلسطينيين في المدرسة المستهدفة أو محيطها.



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: