فشل الجيش الاسرائيلي في تشتيت المقاومين

تضاربت الاشارات الاسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية بشأن احتمال وقف او عدم وقف العدوان المستمر على قطاع غزة، اذ قررت اسرائيل ارسال قوات احتياط الى القطاع وتأخير ارسال مفاوضها عاموس غلعاد الى القاهرة وكثفت هجماتها بقصد الضغط على حركة "حماس" وعلى مصر. وتمارس اسرائيل هذا الضغط في ما يتعلق خصوصاً باطلاق الصواريخ من القطاع وما تزعمه عن تهريب اسلحة في منطقة محور صلاح الدين (فيلادلفي) جنوب القطاع بمحاذاة حدود مصر . وتحاول اسرائيل ايضاً فتح جبهة رابعة في القطاع لتشتيت قوات المقاومة. وفي غضون ذلك، وصف مصدر مصري المحادثات بين المسؤولين المصريين برئاسة الوزير عمر سليمان وممثلي "حماس" بانها ايجابية و"توحدت الرؤى خلالها على ضرورة الوقف الفوري لنزيف الدم الفلسطيني في أسرع وقت ممكن".

وكتب مراسل صحيفة "الشرق الاوسط" في غزة صالح النعامي اليوم الاثنين في الصحيفة التي تصدر في لندن واماكن اخرى، ان الجيش الإسرائيلي شرع في تكتيك عسكري جديد يهدف الى ارهاق المقاومة الفلسطينية في مدينة غزة، وتشتيت جهدها. وقال انه في محاولة من القوات الاسرائيلية لوضع المدينة بين فكي كماشة، فتحت القوات الإسرائيلية جبهة رابعة في ساعة متقدمة من الليلة قبل الماضية، عندما تقدم عدد كبير من الدبابات المتمركزة فوق الأرض التي كانت مقامة عليها مستوطنة "نيتساريم"، باتجاه مدينة غزة عبر الطريق الساحلي تحت غطاء كثيف من القصف الجوي الذي وفرته طائرات الهليكوبتر والزوارق الحربية.

واضاف ان الدبابات واصلت تقدمها حتى مشارف حي تل الهوى، الذي يقع جنوب غربي مدينة غزة، "لكنها فوجئت بمقاومة شديدة عندما تصدى عدد من المقاومين الذين كانوا يتحصنون في الحقول شرق الطريق الساحلي، للدبابات بإطلاق صواريخ "تندوم" و"بي 29" تجاهها، فاضطرت الدبابات في تمام الساعة الخامسة فجراً للانسحاب والعودة للتمركز في "نيتساريم".

وأكدت مصادر أمنية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي هدف من خلال محاولة فتح الجبهة الجديدة الى دفع المقاومة الى تقليص عدد المقاومين الذين يتصدون للقوات الإسرائيلية الغازية في قطاعات المواجهة الاخرى، وهي قطاع بيت لاهيا، وقطاع الشجاعية، شرق مدينة غزة، وقطاع حي الزيتون، جنوب مدينة غزة.

وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي هدف من خلال التكتيك الجديد الى اجبار المقاومة على تقليص وجودهاعلى المحاور الثلاثة الرئيسية الأخرى، لتوفير الظروف أمام ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي للتقدم في هذه المحاور.

وأشارت الى أن المقاومة الفلسطينية احتاطت لهذا التكتيك مسبقاً، اذ أن هناك خطا دفاعيا للمقاومة على طول الخط الساحلي، وضمنه التخوم الجنوبية الغربية لمدينة غزة.

واشارت المصادر الى أن الجيش الاسرائيلي معني بدفع خطوط المقاومة الفلسطينية الدفاعية في قطاعات القتال الثلاثة الأولى ونقلها للعمق حتى يتم تقليص مدى الصواريخ التي تواصل حركات المقاومة اطلاقها على المدن الكبرى والتجمعات الاستيطانية جنوب إسرائيل. وتوقعت المصادر أن تقوم إسرائيل في غضون 48 ساعة بتوسيع عملياتها لتشمل مدينة رفح جنوب القطاع، وتحديداً، الخط الحدودي بين مصر والقطاع الذي يعرف بـ"محور فيلاديلفي"، وذلك من أجل السيطرة على هذه المنطقة وتدمير مئات الأنفاق التي تستخدم في عمليات التهريب. وأشارت المصادر الى أن اسرائيل تعتبر أن السيطرة على محور فيلاديلفي لبعض الوقت مهم جداً من اجل تحسين مكانتها عند التفاوض على شروط وقف إطلاق النار.

مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: