مفارقات و اسرار من مباراة العراق وعواجيز ايطاليا

اثارت مباراة المنتخب العراقي العديد من التساؤلات في الشارع العراقي لكونها كانت ما يشبه المسرحية والتي لم افرزت العديد من علامات الاستغراب حول ما كان الجمهور العراقي يسمعه لعدة اشهر حول المباراة التي قيل ان نجوم العالم في اوربا سيكونون الفريق النظير للمنتخب العراقي ، وعاش الشارع الرياضي العراقي صدمة مما شاهد ، حيث كان عواجيز اوربا هم النظراء لمنتخب يحمل لقب بطل امم اسيا ، وحاولنا البحث عن اسرار وظروف المباراة من اجل ان معرفة تفاصيل ما حدث ولكي نضع الحقيقة امام من يريدها للاستفادة منها مستقبلا .

فحاولنا الاتصال بالعراقيين في الخارج من الذين حضروا المباراة وعاشوا الاجواء السابقة واللاحقة لها ، فأفادوني بقولهم اولا : ان المباراة كانت مع عواجيز الكرة الايطالية تحديدا وبضعة لاعبين ، يبدو ان وفد المنتخبنا الوطني العراقي تعرض الى مايشبه ان يكون (عملية نصب كبيرة ) من قبل تلك المنظمة المسماة ( منظمة السلام العالمية ) اذ ان ماجرى لا يمكن تفسيره :

فقد هدد رئيس الوفد العراقي السيد طارق احمد اكثر من مرة بالغاء تلك المباراة للامور غير المنطقية التي بدرت من تلك المنظمة ، واخر تهديد كان قبل ساعة من المباراة ، ولولا تدخل السيد د. علي الدباغ ممثل الحكومة العراقية ، وطلبه من رئيس الوفد باقامة المباراة من اجل عيون الجمهور العراقي الذي تحمل عناء السفر من محتلف الدول الاوربية لاجل مساندة المنتخب العراقي ، وعلل رئيس الوفد ذلك بان المنظمة لم تقم بتهيئة الامور الخاصة بسفر الفريق ذهابا وايابا ، كما انها ماطلت في دفع مستحقات الوفد ، فضلا عن انها لم تقم بتهيئة وجبة عشاء للمنتخب بعد المباراة ، بالاضافة الى امور اخرى لم يشأ طارق احمد التحدث عنها لكن انزعاجه كان واضحا .

كما افادنا من حضر المباراة ان المنظمة لم تقم بعملية التهيئة المناسبة للحدث ، فلم تكن هناك اي دعاية اعلامية للمباراة في مدينة ميلانو الايطالية ، بل ان اي ايطالي لم يكن يعلم بوجود هكذا مباراة ، حتى انهم تفاجأوا بوجود اعلام غريبة ( العلم العراقي ) بكثرة وجمهور كثير في مركز المدينة ، وكانوا يتصورون ان هؤلاء من المشجعين لاحد الفرق الايطالية ، واستغرب الايطاليون اكثر كون فريق مدينتهم ( اي سي ميلان ) قد خاض مباراة الدوري امام اودنيزي قبل مباراة العراق بيوم واحد ، فكانوا يتساءلون : مالذي يحصل ؟؟ ، فاللجنة المنظمة للمباراة الخيرية كما قيل ، لم تضع اي لافتة اعلانية على واجهة الفندق الذي يسكن فيه المنتخب العراقي لغرض التعريف بالوفد العراقي او المباراة ، او مناسبتها او غرضها ، اما صحف مدينة ميلانو فلم تشر الى المباراة الا صحيفة واحد فقط ، وبخبر موجز لايتعدى الاشارة الى باكثر من سطر ، وكان من ضمن تغطية مباراة فريق (اي سي ميلان) ، اشارت فيه الى حضور منتخب العراق المباراة ، ولان الوفد العراقي اثار انتباه الحاضرين لان العدد الكبير للوفد وهو يرتدي زيا موحدا .

واشار من افادنا بالمعلومات ان فريق العواجيز او المتقاعدين سكن في فندق (الميليا) وهو فندق راق جدا ، قياسا للفندق الذي سكن فيه الوفد العراقي ، وتساءل العراقيون الذين حضروا هناك عن الضيف ، فكان من المفترض ان يكون المنتخب العراقي وليس فريق العواجيز ؟

وقال ايضا : حين وصل مدرب حراس المرمى عامر عبد الوهاب ومعه اللاعبان هوار ملا محمد وصالح سدير الى المطار ، لم تقم اللجنة المنظمة للمباراة بتهيئة من يستقبلهم ويأتي بهم الى الفندق ، وقد تبرع احد المشجعين العراقيين واسمه مصطفى الشيرازي بالذهاب الى المطار واستقبالهم وجلبهم الى الفندق بسيارته الخاصة وتضييفهم على نفقته الخاصة .

واكد : ان احد لاعبي المنتخب الوطني شكى من الاحراج الكبير الذي يواجههم في كل مباراة من تجهيزات اللعب ، فقد لعب المنتخب العراقي بذات التجهيزات التي كان يتدرب بها قبل المباراة ، وقد اخذتها اللجنة لفترة قصيرة ، ووضعت عليها الملصق الاعلاني ، ومن ثم اعادتها اليهم للتمرين ، ومن ثم ثم خوض المباراة بذات ( الفانيلة و الشورت ) ، وبدون ان يتم غسلها حتى ان احد اللاعبين قال : ماذا كنت افعل لو ان احد لاعبي الخصم طلب مني ( فانيلة ) اللعب ؟؟ ، فلو اعطيتها له سأظل بلا فانيلة ؟؟ !!!، وتساءل المواطن العراقي : هل يعقل ان يلعب لاعبونا بطقم واحد واحد فقط ؟؟ اين ذهبت التجهيزات للمنتخب العراقي ؟؟ لكنه علق بقوله : الله اعلم !!.

واوضح من افادونا بالمعلومات : ان عددا كبيرا جدا من مشجعي المنتخب العراقي تواجدوا في فندق ( الهيلتون ) المخصص لاقامة الوفد العراقي ، وكان لحضور الدكتور علي الدباغ الى مقر اقامة الوفد ولقائه بالمدرب واللاعبين اثرا ايجابيا جدا في نفوس الجميع وخاصة ابناء الجالية العراقية ، كون هذه اللقاءات اشرت مدى اهتمام الحكومة العراقية بالرياضة والرياضيين ، كما اشار الى تواجد عائلتي المدربين ( فييرا وفرناندو ) وشوهد افراد العائلتين ا وهم يحملون الاعلام العراقية ويشجعون المنتخب بحماسة ، ومن الظريف الذي تم ذكره ان الجمهور العراقي في المباراة حمل علم العراق القديم الذي كان يباع خارج الملعب بمبلغ 5 يورو ، وعتبوا على السفارة العراقية وقالوا انها لم تكلف نفسها في توزيع العلم العراقي الجديد للجمهور ، فقد كان المشهد العراقي في ثلاثة اعلام : الجديد والقديم وعلم اقليم كردستان ، وهي حادثة غريبة في الملاعب ان يتم التلويح لاحد المنتخبات بثلاثة اعلام ، حتى ان احد الاخوة العرب الذين حضروا المباراة علق بالقول : اخوان ايهم علم العراق ، والله حيرتونا !!! ، كما استغربوا ان تتم مغادرة لاعبي ايطاليا الملعب قبل انتهاء المباراة ، كما ان الحكم انهى المباراة قبل عشر دقائق من وقتها الاصلي بأشارة من مدرب فريق العواجيز ، وهو ما فهمه الاخرون انه عدم احترام لقيمة المباراة وللمنتخب العراقي .

وفي الختام قال من افادنا بالمعلومات : المهم اقيمت المباراة وفاز ( عواجيز ) الكرة الايطالية وخسر المنتخب العراقي ، وعاد المشجعون العراقيون الى البلدان التي اتوا منها مثقلين بالحسرات من الاحداث التي شاهدوها بأعينهم ، والذين لولا حضورهم الى المباراة لفشلت الاحتفالية فشلا ذريعا ، وهي نقطة سلبية تؤشر على من اقام هذه المباراة دون ان يعلم علما كاملا بخلفياتها ، وربما لا يعلم ان طرف المباراة هو بطل اسيا ، وكان من الممكن ان تقام المباراة بدون جمهور لكن المواطنين العراقيين انقذوها ، والذين اثبتوا ان الغربة لم تنسيهم العراق واهل العراق .



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: