الأسواق السورية تعاني من كساد رغم موسم الأعياد

لم يكن البرد وحده سببا في إحجام الناس عن الخروج من منازلهم الى الأسواق لشراء ثياب العيد ومستلزماته، ففترة كساد غير عادية شهدتها سورية بين العيدين.. العيد الماضي عيد الفطر السعيد مرّ كئيبا هذا العام دون منحة الرواتب السنوية ومع غلاء غير عادي وقضى على مدخرات الأسر السورية ليمر مابعده ثقيلا وليأتي عيد الاضحى والاسواق ليست كالاسواق كل عام.

مدينة حلب شمال سوريا والمعروفة بمستواها الاقتصادي المتميز والتي تشكل مركزا له ثقل مالي مهم لم تكن اسعد حالا من العاصمة دمشق وبدا شارع النيل المعروف باكتظاظه في وقفة العيد خاليا تقريبا.

بضائع تركية وسورية وملابس مكدسة لم تجد من يسأل عن سعرها وقال موظف في محل ممينتو للالبسة النسائية لإيلاف ان الناس يدخلون ينظرون الى البضاعة ويغادرون، واضاف ان الاسعار جيدة ولكن الناس لاتملك النقود.

الازمة المالية العالمية وتداعياتها لاتبدو انها سبب في بلد تبدو احيانا خارج العالم واحيانا تبدو في قلبه ولكن تصريحات المسؤولين السوريين المطمئنة لم تزل القلق عن السوريين نظرا إلى تناقض رواياتهم حول تأثير الازمة المالية على سوريا ونظرا إلى اعتقاد السوريين انه لابد من ان تتأثر سوريا ولكن لاحقا، ويقول محمد في هذا الصدد" الله يستر سوف نشد الحزام حتى ينقطع "في كناية عن فترة صعبة قادمة.

ولكن عمار وهو زبون في محل للجوارب في شارع النيل قال ان اصحاب المحلات يكذبون هناك حركة شرائية لكنها ليست جيدة ان تمت مقارنتها بالاعوام السابقة ولكن اصحاب المحلات اعتادوا الشكوى والتذمر.

الا ان حركة الكساد حقيقية وليست كتفاؤل عمار في ان تكون مجرد شكوى من تاجر لايشكر ربه ويظل في حالة تذمر، واثرت بشكل عام في محلات الشوكولا والبونبون والحلويات والصالونات النسائية، ولم تعد ليلي (كوافيرة نسائية) تعود الى منزلها متأخرة ككل فترة عيد وقالت السوق لم تعد مثل الاول وعلى مايبدو يجب ان نعتاد هذا بشكل عام.

شوارع تخلو الا من بعض المارة

وكانت فترة الأعياد عادة ما تشهد إقبالا على الأسواق لشراء المستلزمات وارتفاعا في الأسعار الا ان الاقبال رغم انخفاضه لم يؤثر في ارتفاع الاسعار وخاصة في الحلويات العربية والخضار والفواكه واللحوم وتعد وزارة الاقتصاد للتخفيف من تزايد الأسعار مراقبة وضبط الأسواق، وطرح مواد بأسعار مخفضة في صالات المؤسسة العامة الاستهلاكية الا ان اسعار المؤسسات مازالت مرتفعة مقارنة بدخل السوريين بشكل عام. ووعد مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الدكتور أنور علي أن المديرية ستعمل على تشديد الرقابة التموينية خلال فترة الأعياد.

وأضاف "الرقابة ستشدد على عدم استخدام المفرقعات والألعاب النارية لما لها من اثر سيئ على المواطنين وبخاصة الأطفال وحجز المادة أينما وجدت وتنظيم الضبوط بحق المخالفين".

كما ان مديرية حماية المستهلك سوف تشدد في مراقبة اللحوم وتأمين مادة الخبز بالتنسيق مع الجهات المعنية، وسوف يتم تسيير دوريات لحماية المستهلك في أسواق المواد الضرورية وأسواق الخضار والفواكه والحلويات واخذ عينات من المواد لتحليلها والتأكد من صحتها اضافة الى التدقيق في الفواتير وتأمين دوريات لتلقي الشكاوى والتأكيد على غرف التجارة لتوفير المواد والسلع بالأسعار المناسبة.

العادات الاجتماعية
سأل محمد(25عاما) نفسه عن اخر مرة زار فيها عمه تيسير ربما منذ ثلاثة اعوام في احد الاعياد عندما اجبره اخوه الاكبر على المضي معه للمعايدة..

لاوقت هذا ما يبرر به محمد لنفسه وللاخرين ولمن يسأله كمعظم ا‏لشباب السوريين عدم صلته لرحمه حتى في فترة الاعياد. العادات لم تعد كالعادات وتغير الزمن سريعا وتبدل مع الوقت لم يعد ذلك الاصرار على عدم قطع الارحام، المشاكل والمصالح الخاصة هي السائدة..

منى تقول انها تقتصر في علاقاتها العائلية على خالها الطبيب، تختزل العائلة من خلاله.

ورغم ان الجميع يعلمون انه لايدخل الجنة من يقطع رحمه ويرددون هذا الحديث الشريف ويسمعونه الا ان الزمن تغير والعيد كما قال الحاج احمد قلعجي "لم يعد عيدا لاجتماع العائلة الكبيرة".


مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: