اتهم نقاد وصحفيون عرب الفيلم الأمريكي "اختطاف Taken"، الذي يقوم ببطولته ليام نيسن ويخرجه الفرنسي "بيير مولار" بمحاولة تشويه صورة العرب والمسلمين


تدور قصة الفيلم حول ضابط استخبارات أمريكي سابق يجوب أوروبا بحثًا عن ابنته التي اختطفت على يد عصابة إجرامية تتاجر في الرقيق الأبيض، ويخوض في سبيلها البطل الأمريكي العديد من المطاردات والاشتباكات.

وبدا واضحًا من أحداث الفيلم أنه يوجِّه رسالة قوية لاحتقار المجرمين الذين يستدرجون الفتيات الأجنبيات إلى دوامة المخدرات قبل أن يتاجروا بهن في شبكة دعارة،غير أنه مع تصاعد وتيرة الأحداث يكتشف المشاهد أن العقل المدبر لتلك الشبكة الإجرامية عرب، وذلك في إشارة مباشرة إلى أن العرب شعوب إجرامية؛ حيث ظهرت السيارة التي يمتلكها التاجر الثري الذي اشترى ابنة الأمريكي تحمل رقمًا لدولة "قطر"، وظهر ذلك واضحًا في مشاهد المطاردة، كما أن الحديث بين أفراد هذه الشبكة الإجرامية في الفيلم الأمريكي كان باللغة العربية.

والغريب أن الفيلم تم عرضه في بعض دور السينما العربية، واقتصرت ردود الأفعال على احتجاجات ملئت المنتديات والمواقع الإلكترونية.
من جانبه علق الناقد السينمائي "سلام غارجو" على موجة الأفلام الغربية التي تهاجم العرب والمسلمين بالقول "إن العرب أنفسهم يتحملون جزءًا من المسؤولية عن زيادة الأفلام الغربية التي تشوه صورتهم؛ لأننا لا نستطيع تشكيل مجموعات ضغط بالمحليات في المجتمعات الغربية، كما أننا لم نستطع خلق سياسة إنتاجية سينمائية لتقديم صورة العرب للآخر بشكل صحيح".
بدوره قال الصحفي القطري "صالح غريب" إن منع عرض الفيلم في قطر لا يرجع لأن لوحة السيارة تحمل رقمًا قطريًّا فحسب ولكن لأن الفيلم يستهدف الشخصية العربية بشكل عام، والخليجية على وجه التحديد.

وأشار إلى أن هذا الاستهداف ليس وليد اللحظة ولكنه موجود منذ فترة طويلة، والسينما الغربية والكتاب الغربيون يتناولون العرب بصورة مسيئة، وإن كان الخليجيون المستهدفين الأكثر في السينما الغربية التي تُلقي بالتهم المتعلقة بالجنس والعنف وغيرها من القضايا التي طرحت في السينما العالمية.

وأضاف غريب أن الإعلام الغربي بشكل عام وليس السينما فقط يستهدف العرب، وإن كانت السينما هي الأكثر تأثيرًا، كأن تشاهد العقال والجلباب في ملهى ليلي أو مكان دعارة أو غيرها من الوسائل التي تقدم دلالات معينة ترغب هذه الجهات في إيصالها لمشاهديها.

وانتقد الصحفي القطري ضعف المواقف في مواجهة تلك الإهانات، والتي تتمثل في مظاهرة أو احتجاج أو مقال عاطفي يستهجن الإهانة، مؤكدًا أهمية وجود استراتيجية مخططة بعيدة المدى لإيجاد إعلام مضاد لما يطرح في الغرب، سواء كان في الإعلام أم السينما أم غيرها من الوسائل.



مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: