مذبحة لعائلة بحثت عن ملجأ


نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت تقريرا تحت عنوان "مذبحة لعائلة بحثت عن ملجأ" عن قصف استهدف لمنزل لجأ إليه عشرات الفلسطينيين في حي الزيتون في مدينة غزة في الرابع من الشهر الجاري، طلبا للأمن الذي سرقه جيش الاحتلال الصهيوني من أهالي غزة.

في بداية التقرير تقول الصحيفة إن العشرات من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال من عائلة السموني كانوا يعانون من البرد الشديد والجوع والعطش فلجئوا إلى مستودع في حي الزيتون.

بعض هؤلاء روى للصحيفة ان قوات الاحتلال التي كانت قد بدأت حربها البرية سمحت لهم بالبقاء في مبنى هذا المستودع بل إن البعض قال إن جنودا صهاينة أرشدوهم إليه.

وقال بعض الناجين إنه بعد السادسة صباحا شهد حي الزيتون لما وصفوه بالرعب الأكبر فقد تعرض المبنى للقصف بالمدفعية أو بصاروخ مقاتلة من طراز إف 16 كما رجح البعض.

ونقل التقرير رواية إحدى الناجيات وهي ميساء ( 19 عاما) التي قالت إنها رقدت على الأرض لتحتمي من القصف مغطية بجسدها رضيعتها ذات التسعة شهور.

وتمضي ميساء قائلة إنها بعد انقشاع الدخان والغبار وجدت نفسها راقدة بين نحو 30 جثة قتيل ونحو عشرين جريحا.

وتقول ميساء أيضا إنها لجأت بعض ذلك إلى منزل عمها لتجد أربعين جنديا صهيونيا على الأقل ونحو 30 فلسطينيا بعضهم مقيد اليدين ومعصوب العينين.

وأضافت أن الجنود سمحوا لها بمغادرة المنزل مع ابنتها ولكنهم احتجزوا زوج شقيقتها وعمها وقالت إن ذلك تم على ما يبدو لاستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

من ناحيتها؛ نشرت صحيفة الجارديان في عدد اليوم السبت مقالا للكاتبة والناشطة الكندية ناعومي كلين تحت عنوان" كفى..حان وقت المقاطعة" تدعو فيه إلى بدء اتخاذ إجراءات مقاطعة دولية ضد إسرائيل على غرار تلك التي فرضت على النظام العنصري في جنوب أفريقيا وأدت في النهاية إلى انهياره.

وتقول ناعومي إن هذه أفضل إستراتيجية لوقف الاحتلال الدموي الإسرائيلي.

وتضيف أنه في عام 2005 أطلقت جماعات فلسطينية مبادرة تدعو الشعوب ذات الضمير المتيقظ في أنحاء العالم لفرض مقاطعة على نطاق واسع لإسرائيل وأطلق على هذه المبادرة " حملة المقاطعة والتعرية والعقوبات".

وقالت الكاتبة إنه في كل يوم تقصف فيه إسرائيل غزة يصب ذلك في مصلحة حملة المقاطعة التي بدأت تجد تأييدا حتى في صفوف بعض اليهود.

وأكدت ناعومي أن نحو 500 إسرائيلي بينهم فنانين وعلماء بعثوا برسائل إلى السفراء الأجانب في إسرائيل تطالبهم بفرض عقوبات عليها مثلما حدث مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

بدورها؛ أوردت جريدة التايمز البريطانية في تقرير لها ان جيش الاحتلال الصهيوني يستخدم في المجزرة التي يشنها ضد سكان غزة القذائف الفسفورية، واستشهدت الصحفية بدلائل عبارة عن صور فوتغرافية، رغم نفي الاحتلال لذلك.

وقالت الصحفية انها رصدت كميات كبيرة من قنابل الفسفور الأبيض، عبر الصور التي التقطت لآليات جيش الاحتلال، وقال التقرير ان المدنيين الفلسطينيين عانوا من حروق ناتجة عن استخدم القنابل الفوسفورية.

والفوسفور الأبيض يحرق جسم الإنسان ولحمه ولا يتبقى منه إلا العظام، كما أن استنشاقه لفترة قصيرة يسبب السعال ويهيج القصبة الهوائية والرئة، أما استنشاقه لفترة طويلة فيسبب جروحا في الفم ويكسر عظمة الفك.

وبالإضافة إلى كونه سلاحا محرقا، تنبعث من الفوسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود.

وتحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.

وذكرت الصحفية انها تحققت من قذائف لونها ازرق شاحب زرقاء اللون، ومكتوب عليها ام 825ايه1 كذخائر فسفورية تصنيع الولايات المتحدة.

ويشتعل الفسفور الابيض عن امتزاجه بالاوكسجين، وذكر العاملون في الفرق الطبية انهم يقومون بعلاج المصابين بحروق غربية، يشكون ان سببها الفسفور الابيض.
وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان العالمية " هيومان رايتس ووتش" ان استخدام القنابل الفسفورية مساو لاستخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا والتي تنشر قنابل صغيرة على امتداد مساحة واسعة.


مواضيع ذات صلة



0 التعاليق: